اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
رغم تجاوزه المئة عام، لا يزال المواطن محمد جابر متمسكًا بمهنته التي ورثها عن الأجداد: صناعة الشباك، وصيد الأسماك، وبيعها في الأسواق الشعبية. لم تمنعه الشيخوخة عن مواصلة العمل اليومي، بل ظل حاضرًا بجسده وخبرته في ساحات البحر، محافظًا على إرث قديم، وذاكرة حية من المهارات والقصص.
منذ الصغر
يقول جابر في حديثه لـ”الوطن”: “منذ أن كنت صغيرًا وأنا أصطاد الأسماك وأركب الأمواج. هذه المهنة ورثناها أبًا عن جد”. ويضيف أنه تلقى في وقت سابق شبكة صيد هدية من أحد الصيادين جاءت من الهند، وهو يقوم بخياطتها يدويًا باستخدام “المضربة”، وهي أداة أكبر من المسلة تُستخدم لحياكة الشباك من حبال النايلون. وتستخدم هذه الشباك لصيد أنواع من الأسماك تُعرف بـ”العربي العور” و”البجن”، التي تعيش قرب الشاطئ. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
الفرق بين الأمس واليوم
يرى محمد جابر، أن لكل جيل إيجابياته وسلبياته، ويقول: “شباب اليوم يعيشون الراحة والتطور، فكل شيء أصبح متقدمًا وسهلًا، حتى أدوات الصيد. أما جيلنا، فقد افتقر لهذه الإمكانيات، ومع ذلك كنا نعتمد على أنفسنا”. ويشدد على أنه رغم تقدمه في السن، لم يتخلّ عن مهنته، لأنها مصدر رزقه ورزق أولاده، موجّهًا نصيحة للشباب: “لا تتكلوا على غيركم، ولا تركنوا للبطالة، اعتمدوا على أنفسكم”.
تراث يردد في الأسواق
لا تقتصر حياة جابر على البحر، بل تمتد إلى الأسواق الشعبية حيث يُعرف بين الباعة بحفظه للقصائد والأهازيج القديمة. يقول إنه يتسلى بها أثناء صناعة الشباك أو خلال رحلات الصيد، وحتى في الأسواق، حيث يجتمع حوله الزملاء ويطلبون منه أن يروي لهم القصص والقصائد. وتُشيع هذه الأجواء البهجة وتبدّد الهموم، سواء كانوا في البحر أو على البر.