من الإمارات إلى العالم.. "كنز الجيل" تجسّد رؤية ثقافية تتجاوز الحدود

أغلق مركز أبوظبي للغة العربية باب الترشّح للدورة الرابعة من جائزة كنز الجيل، بعدما استقبل عددًا قياسيًا من المشاركات بلغ 830 طلب ترشّح من 35 دولة، بينها 19 دولة عربية، محققًا نموًا بنسبة 38% مقارنة بالدورة السابقة.

ويأتي هذا التزايد الملحوظ ليؤكد ثقة المبدعين بمكانة الجائزة وأهميتها في المشهد الثقافي العربي والعالمي.

توسّع دولي غير مسبوق ومشاركة أولى من دول أجنبية

شهدت هذه الدورة مشاركة دولية لافتة، حيث انضمت 16 دولة أجنبية إلى قائمة الدول المشاركة، من بينها دول تشارك للمرة الأولى مثل كولومبيا، وألمانيا، وسريلانكا، وأوزبكستان، في مؤشر واضح على اتساع التأثير العالمي للجائزة، وقدرتها على بناء جسور ثقافية تتجاوز الجغرافيا عبر بوابة الشعر النبطي والتراث الشعبي.

مصر والسعودية وعمان في صدارة المشاركين

احتلت مصر المرتبة الأولى من حيث عدد المشاركات بـ293 ترشيحًا، تلتها السعودية بـ90 مشاركة، ثم سلطنة عمان بـ82 مشاركة، بينما سجّلت الإمارات والأردن 64 مشاركة لكل منهما، ما يعكس الرسوخ الإقليمي للجائزة داخل الأوساط الشعرية الخليجية والعربية.

تنوّع في فروع الجائزة وتفوق للمجاراة الشعرية

حافظ فرع المجاراة الشعرية على صدارته للعام الثاني على التوالي، حيث استقطب 465 مشاركة، أي ما يفوق 56% من إجمالي المشاركات، يليه فرع الفنون المرتبطة بالشعر بـ281 مشاركة.

كما شهد فرع الشخصية الإبداعية قفزة نوعية، إذ ارتفع عدد ترشيحاته إلى 37 مقارنة بـ10 فقط في الدورة الماضية.

حضور نسائي متزايد يعزز التوازن الثقافي

سجّلت الدورة الرابعة مشاركة نسائية قوية بـ263 مشاركة، مقارنة بـ131 مشاركة نسائية في الدورة السابقة، مما يشير إلى اتساع دائرة الاهتمام بالشعر النبطي لدى المرأة، وتنامي مساهمتها في مجالات التراث الشعبي والبحث الشعري.

لجنة متخصصة لضمان الجودة والشفافية

عقدت لجنة القراءة والفرز اجتماعها الأول برئاسة الإعلامي والكاتب علي عبيد الهاملي، وعضوية نخبة من الخبراء، بهدف مراجعة معايير التقييم وآليات اختيار الأعمال؛ وتم التأكيد على ضمان الشفافية والتميّز الأدبي والفني في جميع المراحل.

الجائزة منصة عالمية لترسيخ الشعر النبطي في الوجدان المعاصر

أكد علي عبيد الهاملي أن الدورة الرابعة مثّلت نقلة نوعية من حيث الزخم الإبداعي والتنوّع الثقافي، معتبرًا أن الشعر النبطي لا يزال يحتفظ بمكانته كجسر ثقافي وعاطفي عميق بين الشعوب العربية، وفن تعبيري يتجاوز حدود اللغة ليصل إلى الوجدان الجمعي.

رسالة ثقافية إماراتية للعالم

تعكس جائزة 'كنز الجيل' التزام دولة الإمارات بصون التراث الثقافي غير المادي، وإحياء الشعر النبطي كأحد أعمدة الهوية الثقافية.

ومع كل دورة جديدة، تواصل الجائزة دورها كمنصة ملهمة لاكتشاف المواهب، وتكريم المبدعين، وتعزيز الوعي بجماليات الشعر الشعبي وقيمه الإنسانية.