اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
بريدة - ملفي الحربي
يشهد كرنفال بريدة للتمور حراكاً سياحياً واقتصادياً متنامياً، بعدما رسخ موقعه كوجهة رئيسية لآلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج والعالم. ويجمع الكرنفال بين النشاط التجاري في مزادات التمور الصباحية، والفعاليات الثقافية والترفيهية المتنوعة التي يحتضنها مركز الملك خالد الحضاري في الفترة المسائية.
في ساعات الصباح الأولى، يتوافد المزارعون والتجار والمتسوقون إلى سوق التمور ببريدة، حيث تُعرض أجود الأصناف وتقام المزادات اليومية التي تُعدّ أكبر تجمع اقتصادي موسمي للتمور عالمياً. ويعكس هذا الحراك مكانة بريدة كعاصمة عالمية للتمور ومركز محوري لتجارتها، إذ تنتج منطقة القصيم أكثر من 390 ألف طن سنوياً من إجمالي إنتاج المملكة، في حين يسعى المزارعون إلى رفع الإنتاج بزراعة مليوني نخلة إضافية، دعماً لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل.
وتشكل ساحة التصدير بمدينة التمور محوراً رئيساً لتوزيع الإنتاج محلياً وخارجياً، حيث تنطلق منها أكثر من 500 شاحنة يومياً محملة بأكثر من 100 صنف، يتم توجيهها إلى الأسواق المحلية والمصانع التحويلية المتخصصة في فرز وتعبئة وتصنيع التمور وفق معايير الجودة والمواصفات المقررة للتصدير.
وفي الفترة المسائية، يتحول مركز الملك خالد الحضاري ومحيطه الخارجي إلى وجهة سياحية متكاملة، تقدم للزوار تجربة ثرية عبر منصات لعرض وبيع التمور النادرة، وأركان توعوية وصحية، وأجنحة للأسر المنتجة، إضافة إلى عروض مسرحية للأطفال وفقرات الفلكلور السعودي (العرضة) التي تضفي حيوية على أجواء الكرنفال. كما يضم الموقع جلسات خارجية ومناطق للترفيه والمقاهي وعربات الأطعمة، ليكون ملتقى للعائلات ومقصداً للباحثين عن تجربة سياحية متنوعة.
ويتيح الكرنفال للزوار فرصة التعرف على معالم بريدة التاريخية والثقافية من خلال جولات 'الباص السياحي'، التي تشمل سوق التمور، ومزارع الصباخ التراثية، ومحمية تلنتس للطيور، وسوق الجردة التاريخي، ومعالم المدينة، وصولاً إلى المعرض الوطني الدائم، بما يعكس الإرث المحلي ويرسخ مكانة بريدة في ذاكرة النخلة والتمر.