اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
يدرك معظم الآباء تمامًا كم هو محبط التعامل مع طفل يرفض الاستماع، لكن دراسة لأكثر من 200 علاقة بين الآباء وأطفالهم كشفت أمرًا لافتًا: الآباء الذين يندر أن يواجهوا تحديات في انضباط أطفالهم لا يستخدمون التهديد أو الرشوة أو العقاب القاسي، بل يعتمدون على لغة تحفّز الأطفال على التعاون بإرادتهم.
ووفق ما نقلته CNBC، فإن العبارات التقليدية مثل 'توقف عن ذلك' أو 'إذا لم تفعل، فسوف…' تُحفّز استجابة الطفل الدفاعية، وتُفعّل الجزء المسؤول عن البقاء في الدماغ، ما يعوق عملية التعلم والتواصل. لكن عندما يختار الآباء كلمات تحترم استقلالية الطفل وتُرسّخ الحدود بهدوء، فإن التعاون يصبح طبيعيًا.
فيما يلي خمس عبارات يُنصح بتجنبها تمامًا، مع البدائل المناسبة التي تقوي العلاقة وتعزز التعاون:
1. لا تقل: 'لأنني قلت ذلك'.
قل بدلًا منها: 'أعلم أنك لا تحب هذا القرار، سأشرح لك السبب ثم سنمضي قدمًا'؛ وذلك لأن الجملة الأولى 'لأنني قلت ذلك' تُغلق باب الحوار وتُعلم الطاعة العمياء. أما الشرح المختصر فيمنح الطفل شعورًا بالاحترام ويُظهر قيادة هادئة ومتزنة.
2. لا تقل: 'إذا لم تستمع، ستُحرم من (الامتياز)'.
قل بدلًا منها: 'عندما تكون مستعدًا للقيام بـ(السلوك المطلوب)، يمكننا أن نفعل (النشاط المرغوب)'؛ لأن التهديدات تُثير العناد وتضع الطفل في موقف دفاعي. أما هذه الصيغة فتُبقي على الحدود واضحة، مع منح الطفل خيار العودة الطوعية للتعاون.
3. لا تقل: 'توقف عن البكاء، أنت بخير'.
قل بدلًا منها: 'أرى أنك منزعج. أخبرني بما يحدث'، فتجاهل مشاعر الطفل يُشعره بأن عواطفه غير مقبولة، ما يؤدي إلى انقطاع التواصل. أما الإصغاء باهتمام فيمنحه شعورًا بالأمان ويُسرّع تهدئته.
4. لا تقل: 'كم مرة يجب أن أقول ذلك؟'.
قل بدلًا منها: 'طلبت هذا عدة مرات. ساعدني أفهم لماذا هو صعب عليك'.
هذه العبارة تُوحي بأن الطفل يتعمد الإزعاج، بينما قد يكون السبب الحقيقي ضعف في المهارة أو شعور بالانفصال. الأسلوب البديل يفتح باب الحل بدلًا من اللوم.
5. لا تقل: 'أنت تعرف أفضل من ذلك'.
قل بدلًا منها: 'يبدو أن هناك شيئًا يمنعك من تقديم أفضل ما لديك. دعنا نتحدث عنه'؛ لأن العبارة الأولى تُشعر الطفل بالعار وتُشكك في نواياه. أما البديل فيفترض حسن النية ويدعوه للتأمل الذاتي، ما يعزز الثقة بين الطرفين.
السر الحقيقي للتربية الناجحة
الهدف ليس فرض السيطرة، بل خلق بيئة تُشجّع على التعاون الطبيعي. فالأطفال يزدهرون عندما يشعرون بالاحترام، والأمان العاطفي، والانخراط في القرارات. إن تغيير العبارات ليس تعديلًا لغويًا فقط، بل تحولًا جذريًا في فهمنا للأبوة والأمومة.
بدلًا من اعتبار التمرد سلوكًا يجب قمعه، يمكن النظر إليه كنداء للاهتمام أو الحاجة إلى دعم عاطفي. وكلما استجبنا بتعاطف وحكمة، لا بانتقاد وتحكم، قلّت الصراعات ونشأ أطفال أكثر ثقة وتوازنًا ومرونة.