اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ كانون الأول ٢٠٢٥
كشف باحثون ألمان عن جين واحد قادر بمفرده على التسبب في الفصام واضطرابات نفسية أخرى، في اختراق علمي قد يعيد رسم ملامح التشخيص والعلاج في الطب النفسي.
وأوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة الطب النفسي الجزيئي، أن الجين المسمى 'GRIN2A' يعد عاملاً حاسماً، متحدياً الفرضية السائدة التي ترى أن الاضطرابات النفسية تنشأ من تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية متعددة.
وقاد البروفيسور يوهانس ليمكي، مدير معهد علم الوراثة البشرية في جامعة لايبزيغ، فريقاً بحثياً درس البيانات الجينية لـ121 شخصاً يحملون طفرات في هذا الجين، وأظهرت النتائج أن بعض الطفرات يمكن أن تؤدي مباشرة إلى الإصابة بالفصام، إضافة إلى اضطرابات نفسية أخرى.
وأشارت الدراسة إلى أن الأعراض تظهر غالباً منذ الطفولة أو المراهقة، أي قبل سنوات من التشخيص التقليدي للفصام.
ويعمل جين GRIN2A على ضبط الاستثارة الكهربائية للخلايا العصبية، ووجد الباحثون أن طفرات محددة تقلل نشاط مستقبل NMDA، أحد أهم الجزيئات في إشارات الدماغ، ما يؤدي إلى اضطراب في المسارات العصبية ويزيد من احتمالية تطور الأمراض النفسية.
وفي خطوة واعدة، أظهرت تجارب مبكرة باستخدام مكمل 'إل-سيرين'، الذي ينشط مستقبلات NMDA، تحسناً لدى بعض المرضى، ما يفتح آفاقاً لعلاجات مبكرة وموجهة تعتمد على الخصائص الجينية.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحداً من كل 7 أشخاص عالمياً كان يعاني من اضطراب نفسي عام 2021، ما يجعل تحديد هذا الجين نقلة مهمة لفهم العبء العالمي للصحة النفسية.
ويأمل الخبراء أن يسهم هذا الاكتشاف في تطوير أدوات تشخيص أكثر دقة، والتدخل المبكر للأطفال والمراهقين ذوي الأعراض الأولية، وربما يقود مستقبلاً إلى علاجات مخصصة وفق الجينات










































