اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ٩ أيلول ٢٠٢٥
أجد متعة في قراءة صفحات جريدة البلاد القديمة، وخاصة ما يتعلق بالمشاريع التنموية، وما يكتب عن أحوال المواطنين ومطالبهم التي تنقلها الجريدة لمن يهمه الأمر. وهي مطالب مثل الحاجة الى تعبيد طريق، والمطالبة بإنشاء مدرسة قريبة، وأخرى تشير إلى الحاجة إلى طبيبة ولادة، حتى لا تحتاج السيدات إلى السفر مسافات طويلة عند الولادة. مثل هذه المطالب أصبحت من الماضي منذ زمن بعيد؛ بفضل انتشار الخدمات والخطط التنموية الناجحة؛ فالمستشفيات و المراكز الطبية تغطي جميع مناطق المملكة. أما المدارس فقد أنشأت الدولة أكثر من 37 ألف مدرسة، ويغطي هذا العدد جميع أنواع المدارس، بما في ذلك المدارس الحكومية، والخاصة، والعالمية.
ولكن تظل بعض الشكاوى تحدث حتى اليوم؛ مثل المطالبة بردم الحفر المنتشرة في بعض الشوارع، وهي للأسف موجودة في بعض الطرقات حتى يومنا هذا. و كلما اتسعت شبكات الطرق مع النمو السكاني استمرت هذه الظاهرة. فكما أن هناك أناسًا تعمل بإخلاص، وتحرص على إنجاز عملها على أحسن وجه، فهناك من يتكاسل ويهمل في القيام بالعمل الموكل إليه، ولا يقبل أي نقد أو توجيه. ولفت نظري مقال للأستاذ الكبير يعقوب محمد إسحاق، يتحدث فيه عن معاناته ومعاناة الكتاب في زمنه؛ لأن البعض يأخذ النقد المقدم على أنه يهدف إلى مصالح خاصة، وأنه موجه للإضرار بشخص بعينه. كتب المقال قبل أكثر من 60 عامًا، وكأنه كتب عن أحوالنا اليوم. وكأنه يصف طريقة تفكير البعض في النقد الموجه؛ لكشف أوجه النقص في بعض الخدمات، وتقصير البعض في القيام بواجباته. مع الأسف لا زال البعض منا يفكر بهذه الطريقة، ويأخذ كل اختلاف على محمل شخصي، ويفسر ما كتب على أهوائه، ولا مانع من شن حملة هجومية على الكاتب. سبحان الله، تتغير الأزمان ويظل الإنسان على طبعه.
كلما قلبت في الصفحات القديمة لصحيفة' البلاد' تيقنت بأهمية هذا الأرشيف، الذي يمثل جزءًا من ذاكرة المجتمع؛ فهو ينقل لنا صعوبات الحياة التي واجهها الأجداد، وصبرهم وعملهم الدؤوب لنهضة البلاد، والطفرة التي تحققت- بفضل الله- ثم بتضحياتهم. وما كنا لنصل إلى ما نحن عليه؛ لولا جهودهم في وضع الأساس القوي، وهوما يحفزنا على العمل؛ حتى نترك مكاننا لأبنائنا خيرًا مما وجدنا.