السعودية تجدد ذكرى إمامها الأول بـ"يوم التأسيس"

اعتمدت البلاد الـ22 من فبراير إجازة رسمية للاحتفال بيوم 'التأسيس'

بعد مضي نحو 300 عام على تأسيسها، تحتفل السعودية اليوم وللعام الثالث على التوالي بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727 على يد الإمام محمد بن سعود الذي اتخذ من الدرعية عاصمة لبلاده.

واعتمدت البلاد تاريخ الـ22 من فبراير (شباط) كذكرى وطنية تحت اسم 'يوم التأسيس'، وهو التاريخ الذي يوافق قيام الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون.

وقال الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز في يناير (كانون الثاني) 2022 إن 'هذا اليوم يأتي تعزيزاً لارتباط المواطنين بجذورهم الممتدة إلى عام 1727'، مضيفاً أن الدولة السعودية الأولى تأسست في منتصفه لتختار الـ22 من فبراير يوماً تستعاد فيه الذكرى، ويعتمد كإجازة وطنية رسمية.

وولد الإمام المؤسس محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية عام  (1679م) ونشأ وترعرع فيها، 'واكتسب خبرة من التجارب التي خاضها حينما عمل إلى جانب والده وجده أثناء توليهم الإمارة، وهو الأمر الذي أكسبه خبرة في الحكم، ومعرفة بأوضاع الدرعية، وبفضل عزمه ورؤيته، ومعرفته بأحوال المنطقة، فقد تمكن من تحقيق طموحه، وتجسيد عزمه ليتشكل في دولة مستقرة، ومزدهرة'، وفق واس.

مراحل السعودية الثلاث

ومر البلد الذي يشغل اليوم أربعة أخماس شبه جزيرة العرب بمساحة تفوق مليوني كيلومتر مربع بسلسلة من المعارك والأحداث طوال القرون الماضية، بدأها الإمام محمد بن سعود ودولته الأولى التي استمرت حتى عام (1818م)، ولم يمض سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن إمام فاتح آخر هو الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام (1891م). وبعد انتهائها بعشر سنوات، جاء من أقصى الكويت الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام  (1902م) الذي أسس الدولة السعودية الثالثة ووحدها باسم المملكة العربية السعودية.

 والملك سلمان الذي يحكم البلاد اليوم هو الحاكم السابع من بعد مؤسس البلاد.

ويرفع اليوم في مشارق البلاد ومغاربها وفي الشمال والجنوب شعار خاص بيوم التأسيس يتكون من العلم السعودي والنخلة والصقر والخيل العربية والسوق، وهي خمسة عناصر جوهرية تعكس تناغماً تراثياً حياً وأنماطاً مستمرة.

ويهدف 'يوم التأسيس' للاعتزاز باستمرار الدولة واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، والاعتزاز بصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء'، إضافة إلى 'الاعتزاز بالوحدة الوطنية للبلاد التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود'، وفق الوكالة الرسمية للبلاد (واس).

وتعيش الدرعية العاصمة الأولى للبلاد التي باتت محط أنظار العالم أخيراً بإقامة كبريات المسابقات الرياضية والحفلات العالمية على أرضها موسماً استثنائياً واهتماماً لافتاً من الحكومة التي حرصت على المحافظة على تراثها وطريقة بنائها القديمة في حال من التناغم مع التقدم الذي تعيشه سياحياً واقتصادياً.

ويعتبر مؤسس الدرعية الأمير مانع المريدي في منتصف القرن التاسع الهجري، وتحديداً في عام (850م/1446م)، وهو الجد الـ13 للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويعكس ذلك التاريخ  العمق التاريخي للأسرة السعودية المالكة، إذ تعود سلسلة الحكم لديها لما يقارب 600 عام.

وثمة أعياد وطنية للدولة بجانب يوم التأسيس ومنها يوم 'العلم' واليوم الوطني الذي يأتي بمناسبة إعلان توحيد الدولة السعودية الثالثة (الـ23 من سبتمبر 1932م) على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود.