اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
تُعد مهنة بيع المساويك من المهن الشريفة التي يعتمد عليها البعض كمصدر للرزق، لما تحمله من أجر كبير نظرًا لارتباطها بإحياء سنة نبوية. وتُعرف منطقة جازان والمدن الساحلية المحيطة بها بأنها المصدر الرئيسي لشجرة الأراك التي يُستخرج منها السواك، حيث تُنقل منتجاتها وتُوزع إلى مختلف مناطق المملكة. وفي هذا السياق، يروي «شيخ المساويك» حسن العبدلي، وهو أحد أقدم بائعي المساويك في مدينة جدة، قصته الممتدة لأكثر من 40 عامًا في هذه المهنة، والتي بدأها منذ كان طفلًا في الثانية من عمره، عندما رافق والده في العمل، حتى أصبح يمتلك بسطة ثابتة في سوق الندى بجدة.
شيخ المساويك
في جولة ميدانية لصحيفة «الوطن» إلى سوق الندى بمدينة جدة، تم اللقاء مع شيخ المساويك حسن العبدلي، الذي تحدث عن تجربته الطويلة في هذه المهنة. أشار العبدلي إلى أنه بدأ العمل في بيع المساويك منذ طفولته، نظرًا لكون عائلته تمتهن هذه الحرفة منذ زمن بعيد، وقد ورثها عن والده. كانت العائلة في البداية تعتمد على تصدير السواك فقط، حيث كانوا يحصلون عليه من مناطق مثل جازان، حلي، الليث وغيرها من المدن الساحلية، لكن مع مرور الوقت تولّدت لديهم فكرة البيع المباشر من خلال بسطات في الأسواق. وكانت أولى هذه البسطات في شارع قابل، ثم تطورت التجارة شيئًا فشيئًا، وازدهرت ليُصبح من أوائل من مارسوا هذه المهنة في جدة. ويقول العبدلي إنه يُعرف بلقب «شيخ المساويك» نظرًا لكونه من أقدم من استمروا في هذه المهنة، خاصة في الأحياء القديمة التي كانت تزدهر بها هذه التجارة. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
مصدر السواك: جازان والساحل
أوضح العبدلي أن المناطق الساحلية مثل جازان، حلي، القنفذة، والليث تُعد من أهم المصادر التي يُجلب منها سواك الأراك، والذي يُوزع لاحقًا إلى بقية مناطق المملكة. وتُعتبر هذه المناطق موطنًا لأجود أنواع السواك، وعلى رأسها نوع يُعرف باسم «أبو حنش»، الذي يتميز بحرارته ونكهته القوية، ويُباع بسعر يصل إلى 15 ريالًا. كما توجد أنواع أخرى بأسعار متفاوتة تبدأ من ريال واحد وتصل حتى عشرة ريالات. وأضاف أن الحصول على هذه الأنواع يتطلب جهدًا كبيرًا في البحث عنها في الأودية، ثم تمر بعمليات القص والتنظيف قبل أن تُعرض في الأسواق.
مشقة وخير رزق
أكد العبدلي أن مهنة بيع السواك، رغم ما فيها من مشقة وتعب، إلا أنها مليئة بالخير والبركة، وقد كانت مصدر رزق كريم له منذ أن كان العائل الوحيد لأسرته، وحتى بعد أن أصبح مسؤولًا عن أسرته الخاصة وأولاده. ورغم التحولات والتغيرات في السوق، لم يتخلَّ عن هذه المهنة، بل وجد فيها الاستمرارية والدعم. وأشاد بالدور الذي قامت به هيئة تطوير جدة وهيئة الثقافة، حيث تلقّى دعمًا مباشراً تمثل في منحه بسطة مجانية، ضمن مشروع تطوير الأسواق الشعبية. وأوضح أن هذا الدعم ساهم في توسيع نشاطه، ليُضيف إلى جانب بيع السواك، بيع المصاحف والمستلزمات الدينية مثل السبح وغيرها من المنتجات، موجّهًا شكره للجهات المعنية على اهتمامها بالمهن التقليدية، التي تمثل جزءًا أصيلًا من هوية المدينة.