اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
في زمن تحاصرنا فيه الشاشات، قد يبدو تصرف بسيط مثل وضع الهاتف ووجهه للأسفل غير مهم، لكنه في الواقع يحمل تأثيرًا كبيرًا على علاقاتنا، وتركيزنا، وحتى بطارية الهاتف.
الصحفي 'جيسون تشون' في مقال نشره على موقع CNET، يروي كيف أصبح يتعمّد وضع هاتفه مقلوبًا على الطاولة، ويشرح الأسباب التي دفعته لذلك، مشيرًا إلى أن هذه العادة الصغيرة قد تساعد في تحسين جودة تواصلنا مع من حولنا، وتمنحنا تحكمًا أكبر في حياتنا الرقمية.
إشارة تقدير لمن معك
أحد أبرز الأسباب التي تدفع تشون لإخفاء شاشة هاتفه هو احترامه لمن يرافقه. يقول: 'عندما أكون مع شخص ما، أريد أن أكون حاضرًا بكليتي. لا أريد إشعارات تضيء الشاشة كل بضع ثوان، خاصة في أماكن الإضاءة الخافتة'. ويضيف أن مجرد إبقاء الهاتف ظاهرًا، حتى دون لمسه، يشكّل نوعًا من 'الوجود الموازي' الذي يسرق الانتباه من الحديث ويُضعف التواصل البشري.
وترى ميشيل ديفيس، الأخصائية النفسية في Headspace، أن التواصل البصري هو من أقوى أشكال الارتباط الإنساني، مؤكدة أن 'موجات الدماغ تبدأ بالتناغم بين شخصين عند تبادل النظر'، وهو تناغم يمكن أن ينكسر في لحظة واحدة إذا تحوّلت الأنظار إلى الهاتف.
عُمر بطارية أطول
من الناحية التقنية، وضع الهاتف ووجهه للأسفل قد يطيل من عمر بطاريته. فعندما تُخفى الشاشة، لن تضيء مع كل إشعار جديد، ما يقلل من استهلاك الطاقة. صحيح أن إشعارًا واحدًا قد لا يُحدث فرقًا كبيرًا، لكن عشرات الإشعارات على مدار اليوم — لا سيما لمن هم في مجموعات دردشة نشطة — تُشكّل استنزافًا متراكمًا.
الهاتف.. الغريب المتطفل على حياتنا
يعترف الكاتب بأنه يشعر أحيانًا أن هاتفه 'أخذ مساحة أكبر مما ينبغي في حياته'، خاصة بعد أن انتقل من iPhone Mini إلى نسخة أكبر. ورغم التحسن في عمر البطارية، إلا أن الشاشة الأكبر جعلت الهاتف أكثر قدرة على سرقة الانتباه، عبر سيل متواصل من الأخبار، والمقاطع القصيرة، والتنبيهات.
ويقول: 'هاتفي أصبح ينافس أصدقائي، وكتبي، والأفلام، والعالم الخارجي كله… وغالبًا ما يفوز'.
لذلك، يرى أن وضع الشاشة للأسفل هو أحد الطرق البسيطة لتقليل حضور الهاتف في حياته، ولو بشكل رمزي، وتذكير النفس بأن هناك عالمًا أكبر خارج إطار الست بوصات المضيئة.
هل من خلاص؟
في زمن يبدو فيه من المستحيل الهروب من الهاتف، يرى تشون أن وضع الهاتف مقلوبًا لا يحل المشكلة، لكنه يمنحنا لحظات نادرة من السيطرة. فربما لا يمكنه تغيير شكل الهاتف أو تقليل الإشعارات، لكن ما يستطيع فعله هو أن يقرر: 'هل سأدع الشاشة تحدق فيّ، أم أختار أنا أن أُدير ظهري لها؟'.