اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
حذر مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة د. أيمن أبو رحمة، من أوضاع صحية وبيئية كارثية يعيشها النازحون قسرًا في الساحات والشوارع المكتظة بخيامهم بعد تدمير منازلهم خلال حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة.
وبيّن أبو رحمة لـ 'فلسطين أون لاين' أمس، أن أسباب ذلك: عدم توافر مياه صالحة للشرب وللاستخدام الآدمي، وفقدان عوامل النظافة، وانعدام مصادر التغذية السليمة.
وقد ساهم ذلك في سرعة انتشار الأمراض بين النازحين بسبب الاكتظاظ الكبير بعد سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق واسعة من قطاع غزة، ما دفع الأهالي إلى النزوح لأماكن ضيقة بالكاد قادرة على أن تتسع لخيامهم. وتزامن هذا مع عدم توافر المتطلبات الأساسية الإنسانية لكل نازح، ما جعل أوضاعهم كارثية، وفقًا لأبو رحمة.
ونبَّه إلى انتشار أمراض بين النازحين عن طريق المياه، مع عدم توفر مياه صالحة للشرب وكذلك للاستخدام الآدمي، وقد اختلط بعضها بمياه الصرف الصحي، في وقت يفتقد هؤلاء للمواد الخاصة بالنظافة الشخصية، ما شكل سببًا رئيسيًا لانتقال الأمراض.
من بين هذه الأمراض، بحسب أبو رحمة، الإسهال الحاد وخاصة لدى فئة الأطفال بعمر أقل من خمس سنوات، وهي الفئة التي تحتاج إلى رعاية صحية خاصة، لحمايتهم من الأمراض المعدية.
ولفت مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة، إلى انتشار 'الجرب' بين النازحين، وكذلك متلازمة اليرقان (التهاب الكبد الوبائي) من النوع (A)، مؤكدًا أن مواجهة هذه الأمراض يتطلب توفير مياه نقية صالحة للشرب، ومنظفات تحافظ على النظافة الشخصية.
'لكن هذا الأمر يبدو مستحيلاً، في ظل عدم وجود كميات مناسبة من مياه الشرب، وعدم توفر خزانات نظيفة ومواد 'الكلورة'، بحسب أبو رحمة.
كما حذر بشدة من ظاهرة تكدس النفايات بالقرب من الأماكن التي يقيم فيها النازحين، بينما لا تتوفر لدى البلديات الإمكانيات اللازمة لإزالتها بشكل دوري ومستمر، بسبب تدمير آلياتها، ووجود جيش الاحتلال في منطقة جحر الديك، حيث يقع المكب الرئيس الذي يستقبل النفايات من أماكن مختلفة من قطاع غزة.
ورجح مدير دائرة الطب الوقائي في 'الصحة'، تفاقم سوء الأوضاع الصحية والبيئية لدى النازحين مع إقبالنا على فصل الصيف، في ظل انتشار الكلاب الضالة، والفئران، واقتحامها المتكرر لمراكز الإيواء والخيام الهشة، وكذلك انتشار الحشرات.
وأكد أن كل هذا سيساهم بشكل رئيس في انتشار الأمراض، وخاصة من خلال الحشرات والجرذان، التي تتجمع بكثافة عالية في أماكن وجود النفايات الصلبة، وعدم وجود وسائل مناسبة لمكافحة هذه الآفات.
ومن بين الأمراض المنتشرة بين النازحين، وفق أبو رحمة، الأمراض الجلدية وخاصة الجرب وهو الأكثر انتشارًا، وقد أصيبت به أسر كاملة عن طريق الاحتكاك بين أفرادها، في ظل فقدان عوامل النظافة الشخصية، والعلاجات اللازمة لذلك.
بحسب أبو رحمة أيضًا، يترافق كل هذا مع سوء التغذية المنتشر في ظل المجاعة التي يواجهها أهالي قطاع غزة، بتعداد سكاني يفوق مليوني ومئتي ألف نسمة، بفعل إغلاق الاحتلال معابر غزة منذ 2 مارس/ آذار 2025، ومنع إدخال المساعدات الإغاثية، والسلع التجارية للمواطنين.
كما أشار إلى أزمة كبيرة تواجه النازحين تتمثل بعدم قدرة عدد كبير منهم على الوصول إلى النقاط الطبية في غزة، بفعل بُعد المسافات وعدم توفر المواصلات، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الحالات الصحية لدى المصابين بأمراض مختلفة من بين النازحين.
وبين أن سوء التغذية أدى إلى إصابة الكثير من المواطنين بفقر الدم المسبب لنقص المناعة، وهو ما يساعد الأمراض المعدية على مهاجمة أجسادهم وإصابتهم بها، والتسبب بمضاعفات صحية خطيرة.
وترتكب (إسرائيل) بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.