"لك بالوعي حياة".. جامعة بيت لحم تنظم يوماً صحياً للتوعية بسرطان الثدي وتعزيز الثقافة الصحية بين الطلبة

بيت لحم 2000 -في إطار فعاليات شهر أكتوبر الوردي الذي يُعد شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، نظّمت عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيت لحم، من خلال مركز الجامعة الصحي “صديق الشباب” ودائرة القبالة في كلية التمريض والعلوم الصحية، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الطبية والأكاديمية المحلية، يوماً صحياً توعوياً يحمل شعار 'لكِ بالوعي حياة'، وذلك تأكيدًا على أهمية الكشف المبكر والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية للمرأة.

وأوضحت الأستاذة داليا إلياس من كلية القبالة في جامعة بيت لحم في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن تنظيم هذا اليوم الصحي يأتي ضمن رسالة الجامعة في تعزيز الوعي المجتمعي، خاصة في القضايا الصحية التي تمس المرأة، مؤكدة أن دائرة القبالة دأبت على ترك بصمة مميزة كل عام في هذا الشهر الذي يكرّس للتوعية بسرطان الثدي.

وأضافت أن الهدف من الفعالية هو تشجيع التعلم الخدمي والمجتمعي لدى الطالبات اللاتي تعتبرهن 'قابلات المستقبل'، إذ يسعين من خلال مشاركتهن في الفعاليات إلى نقل المعرفة الصحية إلى المجتمع وإحداث تأثير إيجابي في سلوك الأفراد تجاه الفحص المبكر والوقاية.

وتابعت إلياس أن دائرة القبالة ستشارك بفعالية من خلال محاضرات علمية وتوعوية تتناول مواضيع مثل سرطان الثدي والصحة النفسية للسيدات المصابات، إلى جانب زوايا تفاعلية تقدّم عروضًا عملية ونقاشات مباشرة مع الزوار، مشيرة إلى أن جميع المواد العلمية أُعدت بإشراف أساتذة مختصين لضمان دقتها وجودتها.

ويُقام اليوم الصحي في حرم الجامعة يوم غدٍ الخميس من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، ويتضمن فقرات متنوعة، من أبرزها كلمة لناجية من السرطان، وهي السيدة أرلين أبو عيطة، التي ستشارك تجربتها الملهمة في مواجهة المرض، لتكون مصدر أمل وقوة لكل النساء.

وبيّنت إلياس أن التوعية بالفحص المبكر تمثل حجر الأساس في الوقاية من سرطان الثدي، موضحة أن نسبة الشفاء قد تصل إلى 90% في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولى، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، وهو ما يجعل الوقت عاملاً حاسمًا في إنقاذ الأرواح.

وأضافت أن اليوم الصحي سيتضمن كذلك محاضرات من مختصين في الصحة العامة، إلى جانب فحوصات مجانية للسمع بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر، ووجود العيادة المتنقلة لمستشفى أوغستا فكتوريا التي ستوفّر خدمة التصوير الإشعاعي للثدي (الماموغرام) مجاناً للنساء المشاركات، إضافة إلى مجموعة من الزوايا التوعوية والخدماتية المتنوعة.

وأشارت إلياس إلى أن الفعالية تُعد نموذجاً عملياً على الربط بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي في التعليم، إذ تمنح الطلبة فرصة لاكتساب مهارات التواصل مع المجتمع وتطبيق المعرفة النظرية في سياقات واقعية، مؤكدة أن جامعة بيت لحم تواصل تعزيز هذا النهج من خلال مبادرات ومشاريع مجتمعية مستمرة بالشراكة مع مستشفى المطلع وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية ومركز الإرشاد النفسي.

كما لفتت إلى مبادرات سابقة نفذتها دائرة القبالة مثل مشروع 'الأمل يولد من رحم المعاناة' في مناطق زعترة والرشادة، والذي ركّز على الفئات المهمشة، إلى جانب حصول الجامعة على جوائز دولية في مجال التعلم الخدمي، ومشاركة طالباتها في مؤتمرات عالمية كان آخرها في ألمانيا.

وأكدت إلياس أن شعار اليوم “لكِ بالوعي حياة” يحمل رسالة عميقة مفادها أن المعرفة والوعي الصحي هما مفتاح الحياة، داعية كل امرأة إلى أن تكون مسؤولة عن صحتها وأن لا تتردد في إجراء الفحص المبكر، مشددة على أن الرجال أيضاً معرضون للإصابة بسرطان الثدي، وإن بنسبة أقل، مما يستدعي نشر الوعي لدى الجميع.

واختتمت حديثها برسالة إلى النساء والطالبات قائلة:'افحصي نفسك ولا تترددي، فالكشف المبكر ضمان للحياة. الوعي هو السلاح الأقوى، والوقاية خير من العلاج.'

ودعت جميع الطلبة والمجتمع المحلي للمشاركة في هذا اليوم الصحي الذي يجمع بين العلم، الوعي، والأمل، من أجل مجتمع أكثر صحة وسلامة.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: