لا مسؤولية لحركة حماس عن تجويع غزة

حركة حماس حركة مقاومة للمحتلين الصهاينة، وتخوض معارك الحرية ضد الأعداء، وتقدم التضحيات، ويرتقي قادتها شهداء، هم وعائلاتهم، وهذا مؤشر على أن حركة حماس عنوان للتضحية و الفداء، وعنوان للصدق والوفاء من أجل فلسطين، ومن أجل شعوب الأمة العربية التي ترقب المعركة الدائرة ، وهي تدرك بالفطرة أن نتائجها ستنعكس على حياتهم بالشموخ والرخاء، أو الخنوع والشقاء

لذلك ترى التعاطف والتأييد الشعبي الجارف لأهل غزة، لا من جماهير الأمة العربية، وإنما من شعوب الأرض كلها، لتصير غزة قضية الحرية والعدالة لكل العالم، وهذا ما تجلى بوضوح في البرازيل والنرويج وإسبانيا وجنوب إفريقيا، ولمعظم الدول الإسلامية التي شهدت مظاهرات ومسرات وصلت أحياناً إلى مئات آلاف المواطنين.

لقد صارت غزة قضية تهم الإنسانية كلها، لأن غزة تحارب الإمبريالية الأمريكية وتحارب الصهيونية العالمية، فرجال غزة في الميدان يقاومون الجيش الإسرائيلي، ولكنهم في الحقيقة يحاربون حلفاء الشر، إنهم يحاربون القهر والظلم والاستبداد والتسلط والفساد وهيمنة النظام العالمي الذي احترقت أكاذيبه عن الإنسانية في محرقة غزة، وهذا الذي يثير انتباه شعوب الأرض، وهذا الذي يحرك فيهم الإنسانية التي تنبض حباً ووفاءً لأهل غزة.

لقد نجحت غزة بصمود أهلها، وشموخ أبطالها، استطاعت غزة أن تغير مزاج الشعب الأمريكي؛ من مؤيد بالمطلق للإسرائيليين، إلى كاره وحاقد عليهم، وهذا ما أظهرته استطلاعات رأي، أكدت أن نسبة العداء للسامية قد ازدادت في أمريكا سنة 2024 بنسبة 900%، ولاسيما في الجامعات الأمريكية!

وقد كرر مراسل الإذاعة العبرية الرقم مرتين، بان نسبة العداء للسامية في أمريكا سنة 2024 قد زادت بنسبة 900% بعد المحرقة في غزة. وعليه فقد صارت أمريكا غير آمنة لهم، وعليهم عدم الظهور أمام الجمهور بإشارات يهودية تميزهم عن المجتمع، مثل الطاقية والذوائب واللباس الأسود المميز.

ويقول أعداء فلسطين، والحاقدون على غزة: بعد ان كانت الجامعات الأمريكية المكان الأكثر راحة للصهاينة، صارت المكان الأكثر خطراً على الصهيونية

الحقائق السابقة تؤكد أن قضية غزة لا تخص حركة حماس فقط، فغزة قضية إنسانية، وهذا الذي يلقي بمسؤولية المجاعة والمحرقة في غزة على عاتق كل المسؤولين الفلسطينيين في رام الله، فهم ليسوا أبرياء، وهم ليسوا أبرياء من تحمل المسؤولية، وتقع المسؤولية على عاتق كل الأنظمة العربية والإسلامية، ومن الجريمة، ونكران المتغيرات الدولية الاستراتيجية، ومطالبة حركة حماس بتحمل مسؤولية المجاعة والمحرقة في قطاع غزة.

أهل غزة يدركون الحقيقة، وهم يصرخون في وجه الحكومات والمسؤولين بأن يرتقوا إلى مستوى شعوب الأرض الذين يرفضون رؤية الضحايا في غزة، ويرفضون حرب الإبادة الجماعية، ويستهجنون صمت الحكومات العربية والإسلامية، على تجويع أهل غزة.

وإذا كانت غزة بأهلها قد نجحت في تحريك المزاج العالمي نصرة لفلسطين، فعلى الشعوب العربية والحكومات العربية التي عجزت عن لجم العدوان الإسرائيلي، أن تعمل على كسر الحصار الإسرائيلي، وذلك أضعف الانتصار.