اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
خاص - شهاب
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء ركن المتقاعد واصف عريقات، أن الاستراتيجية العسكرية التي تتبعها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ بدء العدوان 'الإسرائيلي' المستمر منذ أكثر من 645 يومًا، تقوم على جمع المعلومات ورصد تحركات العدو، إلى جانب اتباع أساليب حرب الفدائيين (العصابات)، والتي تُصنّف ضمن الحروب غير المتناظرة.
وأوضح عريقات لـ(شهاب) أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة، حيث يمتلك جيش الاحتلال تفوقًا في العتاد والعدد، مقابل تركيز المقاومة على نقاط ضعف العدو، وأهمها المباغتة، المفاجأة، الاختفاء، والمرونة في الحركة.
وبيّن أن المقاومة توظّف البيئة الجغرافية التي تم تدميرها من قبل الاحتلال، لتحويلها إلى مصدر خوف ورعب عبر نصب الكمائن، زرع الألغام، الانقضاض على الآليات، الاشتباك القريب، وتفجير الناقلات.
وبحسبه، فإن هذا النهج أدى إلى تراجع الروح المعنوية لدى الجنود 'الإسرائيليين' وتدنّي كفاءتهم القتالية، مشيرًا إلى حالات هروب وانتحار في صفوفهم، مثل تفجير ناقلة الجنود وقتل من فيها، وحادثة الجندي سائق الجرافة الذي قُتل أثناء محاولته الفرار.
واعتبر عريقات أن هذا التطور النوعي في أداء المقاومة يشكل كابوسًا جديدًا يطارد الجنود الإسرائيليين، يتجاوز ما كانت تمثله عقيدة 'هنيبعل' في الماضي، الأمر الذي يمنح المقاومة مجالًا أوسع لتنفيذ العمليات وإيقاع الخسائر، في وقت يسعى فيه جيش الاحتلال لتجنّبها لما تمثّله من ركيزة أساسية لبقاء الكيان 'الإسرائيلي'.
وأشار إلى أن تأثير هذا النمط من القتال لا يقتصر على الميدان فقط، بل يطال القيادة السياسية والجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويقوّض الثقة بقدرة الجيش، كما يُعزّز من زخم المقاومة ودعم حاضنتها الشعبية، ويبرهن على استحالة تحقيق أهداف سياسية بالقوة العسكرية.
وختم عريقات بالإشارة إلى ما ورد في تقارير جيش الاحتلال، التي أبلغت القيادة السياسية، عبر رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي وزامير، بأن الواقع الميداني لا يسمح بتحقيق حسم عسكري، وهو ما أوردته مؤخرًا الصحف العبرية.