اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
شيّع آلاف الفلسطينيين في محافظة رام الله جثمان الطفل الشهيد عمار معتز حمايل (13 عامًا)، الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وسّعت من عدوانها في الضفة الغربية، وشملت عملياتها هدم منازل ومنشآت وبيوت زراعية في رام الله وجنين والقدس، بالتزامن مع اعتداءات المستوطنين وإغلاق طرق زراعية.
ففي بلدة كفر مالك شمال شرق رام الله، جرى تشييع جثمان الشهيد بمشاركة محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، التي اعتبرت قتل الطفل حمايل «جريمة بشعة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات وإرهاب الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية».
واستُشهد الطفل مساء الإثنين متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال قرب القرية، بعد أن احتُجز لفترة قبل أن يُسلَّم إلى طواقم إسعاف فلسطينية، حيث نُقل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وأُعلن لاحقًا عن استشهاده متأثرًا بجروحه.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال تركت الطفل ينزف ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
ونعت وزارة التربية والتعليم العالي الطالب الشهيد، وذكرت أنه كان في الصف السابع بمدرسة ذكور كفر مالك الثانوية التابعة لمديرية رام الله والبيرة.
اعتداءات متزامنة للمستوطنين والاحتلال
وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون متطرفون مركبات المواطنين الفلسطينيين قرب مدخل مستوطنة «شيلو» شمال ترمسعيا، حيث رشقوها بالحجارة واعتدوا على ركابها برشهم بغاز الفلفل أثناء توقفهم عند الإشارة الضوئية. وفي الوقت ذاته، أغلقت جرافات الاحتلال طريقين فرعيين بالقرب من المدخل الرئيسي للبلدة.
وسُجلت سلسلة من الاعتداءات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، حيث هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية في قرية دُورا القرع شمال رام الله، تعود للمواطن عصام القدومي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 16 مواطنًا خلال حملة مداهمات في قرى المزرعة الغربية وأبو شخيدم وبرقا في محافظة رام الله والبيرة. وشملت الحملة عمليات تخريب واسعة لممتلكات ومنازل المواطنين، وتركزت بشكل خاص في المزرعة الغربية، حيث جرى اعتقال 12 مواطنًا، إضافة إلى حملة مشابهة في قرية أبو شخيدم، نُفذت خلالها مداهمات وعبث بمحتويات المنازل.
اعتداءات في سلفيت وبيت لحم
وفي سلفيت، أقدم مستوطنون على سرقة مركبة أحد المواطنين أثناء مروره في طريق ترابي قرب قرية رافات غرب المحافظة، وذلك تحت تهديد السلاح. كما نصبت قوات الاحتلال ثلاثة كرافانات عند مدخل بلدة بروقين غرب سلفيت، في خطوة تُنذر بإقامة نقطة عسكرية دائمة أو بؤرة استيطانية جديدة.
وفي بيت لحم، نصب مستوطنون ثماني بوابات حديدية عند مداخل طرق زراعية في أراضي بلدة الخضر جنوب المدينة؛ ست منها في منطقة وادي الأبيار، واثنتان في منطقتي «فاغور» و»وادي الولجية».
ويُحرم هذا الإجراء، وفق مسؤولين محليين، المزارعين من الوصول إلى أراضيهم المقدّرة بنحو 12 ألف دونم في مناطق: فاغور، وزكندح، ووادي الشامي، والأقط، ووادي الأبيار، والبيرة، وهي أراضٍ مستصلحة ومزروعة بالعنب والزيتون ومحاصيل أخرى.
كذلك، هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية وجرفت أرضًا وردمت بئر مياه في قرية وادي رحال جنوب بيت لحم.
وفي قلقيلية، استولى الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المركبات في قرية الفندق شرق المدينة. وأفادت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال اقتحمت القرية وصادرت ثماني مركبات، بينها ثلاث مركبات عمومية ومركبتان تجاريتان، بحجة وقوفها على جانب الطريق العام.
ورأى مواطنون أن الهدف من هذه الحملة هو التضييق على أهالي القرية، خاصة أن الشارع يُعد حيويًا لحركة المواطنين اليومية وتُقام على جانبيه العديد من المحال التجارية.
وفي جنين، هدمت قوات الاحتلال منزلًا مكوّنًا من طابقين ومجموعة من المحال التجارية في قرية الزاوية جنوب المدينة. وذكر رئيس مجلس قروي الزاوية، جمال أبو الوفا، أن الجرافات شرعت بالهدم فجرًا دون أي إنذار مسبق، وهدمت منزل المواطن ناصر براهمة، الذي أمضى نحو 20 عامًا في بنائه. وأشار أبو الوفا إلى أن براهمة كان يستخدم الطابق الأرضي من منزله كمخازن ومحال تجارية، بينها محل لبيع الخضروات، وأن الاحتلال لم يُمهله أي وقت لإخلاء المنزل أو نقل ممتلكاته.
كما هدمت الجرافات عددًا من المحال التجارية في الموقع ذاته تعود ملكيتها لمواطن من بلدة عجة المجاورة.
ويأتي هذا التصعيد ضمن سياسة الاحتلال الممنهجة لتدمير البنية التحتية الفلسطينية، والتضييق على المواطنين في المناطق المصنفة «ج»، عبر حملات هدم طاولت مئات المنازل والمنشآت، خاصة في محافظة جنين خلال الأشهر الماضية.
وفي محافظة طولكرم، اتهم المحافظ عبد الله كميل قوات الاحتلال بارتكاب جرائم يومية بحق المواطنين، شملت سرقة الأموال والمقتنيات الثمينة من المنازل خلال عمليات الاقتحام، فضلًا عن ممارسات مهينة أثناء الاعتقال والتوقيف.
وقال كميل، في بيان صحافي، إن «هذه الانتهاكات لم تعد تقتصر على التدمير والتخريب وهدم المنازل، بل باتت تشمل سرقات منظمة وإذلالًا متعمدًا، في خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهداف مباشر لكرامة الإنسان الفلسطيني وصموده، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي».