اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٩ أيلول ٢٠٢٥
بيت لحم – حسن عبد الجواد - اختتمت في بلدة الخضر بمحافظة بيت لحم، مساء اليوم 'الثلاثاء' فعاليات الأيام التسويقية السابعة للعنب والمنتجات النسوية 2025، التي نظمتها بلدية الخضر، بالشراكة مع وزارة الزراعة والغرفة التجارية والإغاثة الزراعية، وبدعم من برنامج الأغذية العالمي. وافتتح الأيام التسويقية للعنب محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، ووكيل وزارة الزراعة المهندس بدر الحوامدة، ورئيس بلدية الخضر احمد صلاح، والدكتور سمير حزبون رئيس غرفة تجارة محافظة بيت لحم، ومدير الإغاثة الزراعية في بيت لحم زياد صلاح، بحضور عشرات الفعاليات المؤسساتية، وحشد من المزارعين والمواطنين. وتواصلت فعاليات الأيام التسويقية للعنب على مدى يومين، بمشاركة نحو 25 مزارعًا و14 جمعية نسوية مختصة في صناعة المنتجات المنزلية، وذلك بهدف دعم وتعزيز صمود المزارعين، وتسويق المنتجات الزراعية الفلسطينية، في مواجهة إجراءات وتحديات الاحتلال، ومنافسة المنتجات الزراعية الإسرائيلية. وقال المحافظ أبو عليا أن المزارع الفلسطيني يواجه تحديات جسيمة في ظل سياسات الاحتلال واعتداءات مستوطنيه، أبرزها منع وصعوبة وصول المزارعين إلى أراضيهم، ما أدى إلى تراجع إنتاجهم بنسبة تصل إلى 50%. وأضاف، أن هذه الفعاليات تمثل رسالة صمود وإصرار على التمسك بالأرض رغم محاولات الاحتلال ضرب القطاع الزراعي، مشيرا إلى أن المزارعين هم خط الدفاع الأول عن الأرض، داعيا مؤسسات القطاع الخاص الى توفير الدعم للمزارع الفلسطيني، لتمكينه من حماية ارضة والصمود فيها. وقال المهندس الحوامده، ان العنب الفلسطيني ليس مجرد محصول زراعي اقتصادي، بل هو ارث وطني ثقافي يرتبط بهويتنا ووجودنا على هذه الأرض، في هذه البلدة المباركة، حيث شكل العنب على مر العقود مصدر رزق رئيسي لعائلات المزارعين، ودعامة أساسية لبقاء الانسان الفلسطيني في ارضه رغم كل التحديات. واضاف ان وزارة الزراعة، بالشراكة مع المؤسسات الوطنية تبذل جهودا متواصلة في تعزيز سلاسل القيمة المضافة للعنب ومشتقاته، ودعم المزارعين والجمعيات التعاونية في مجالات التسويق والتخزين والتصنيع، وتطوير برامج الارشاد الزراعي وتحسين جودة الإنتاج، وفتح أسواق جديدة محلية ودولية لمنتجاتنا الزراعية. من جانبه، أكد رئيس بلدية الخضر أحمد صلاح، أن مهرجان العنب أصبح جزءًا من هوية البلدة وتاريخها الزراعي، لكنه يواجه هذا العام تحديات غير مسبوقة بفعل الحرب على غزة والاعتداءات المتكررة على المزارعين في بيت لحم، والتي جعلت إقامة هذه الأيام أكثر صعوبة مقارنة بالسنوات السابقة. وأوضح أن الهدف الأساسي من المهرجان هو تسليط الضوء على معاناة المزارعين وتمكينهم من تسويق منتجاتهم في بيئة منظمة، بعيدًا عن البيع العشوائي على الطرقات والبسطات. وشدد صلاح على أن إقامة السوق يشكل رسالة صمود في وجه محاولات مصادرة الأراضي وهدم الغرف الزراعية والتجريف المتواصل للأراضي بحجة التوسع الاستيطاني، مشيرا الى ان محصول العنب في الخضر هو السلة الوحيدة في المحافظة، حيث كانت أراضي الخضر تنتج 8 الاف طن من العنب سنويا، وبسبب اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين فمن المتوقع ان لا يزيد محصول العنب عن الفين طن هذا العام. وأكد الدكتور سمير حزبون رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم، أن السوق السابع للعنب والمنتجات النسوية ٢٠٢٥، يعكس إصرارًا وإرادة متجددة لدعم القطاع الزراعي في المحافظة، بالتعاون مع بلدية الخضر، والإغاثة الزراعية، ومديرية الزراعة. وأشار حزبون إلى أن تقلص المساحات الزراعية لم يمنع من الحفاظ على مستوى الإنتاج وتلبية احتياجات السوق الفلسطيني، لافتًا إلى أن الجهود تتواصل لتسويق العنب بوسائل مختلفة، من بينها الحملات الإعلامية الموجهة للجمهور، مع مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين. من ناحيتهم عبر المزارعون عن شكرهم للقائمين على الأيام التسويقية، ودعمهم لمزارع العنب في بلدة الخضر، وأكدوا على أهمية اتخاذ مزيد من الخطوات لتعزيز صمودهم بأراضيهم، وتطوير قطاع الزراعة، ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات المختلفة. وقال المزارع رزق صلاح باسم المزارعين ما يواجه المزارعين من صعوبات جراء ممارسات الاحتلال وهجمات المستوطنين على الراضي الزراعية والمزارعين، والمتمثلة بمصادرة الأراضي لصالح توسيع البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي المواطنين، وانشاء بؤر استيطانية جديدة، ونصب البوابات الحديدية، وتوسيع الطريق الالتفافي 60 الذي ابتلع المئات من الدونمات من أراضي الخضر، وحرم المزارعين من الوصول لأراضيها. ولفت الى ان مساحة الأرض الزراعية في الخضر تبلغ 18 ألف دونم، من ضمنها 8 الاف دونم مزروعة بالعنب، لا يمكن الوصول الى أكثر من 1500 دونم منها، وان أكثر من 70% من هذه الأراضي الزراعية يمنع الاحتلال الوصول اليها، بعد احداث السابع من اكتوبر 2023، هذا الى جانب التأثير المناخي، وقلة الأمطار للموسم الماضي، الى جانب التحديات التسويقية، في ظل وجود المنتجات الاسرائيلية ومنافستها المنتج المحلي، مطالبا المواطنين على ضرورة شراء العنب المحلي والابتعاد عن العنب الإسرائيلي. واشتملت الأيام التسويقية أصناف العنب المتنوعة والمنتجات النسوية الغذائية والحرفية، وسط إشادة واسعة من المشاركين بأهمية استمرار مثل هذه المبادرات في دعم المزارع والمنتج المحلي.