اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٥
أثار العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف وفد حركة حماس المفاوض، تساؤلات عديدة بعد غياب اسم جهاز 'الموساد' عن بيانات المسؤولية الإسرائيلية.
فالموساد عادة ما يقود عمليات الاغتيال خارج الأراضي الفلسطينية، غير أن بيان الجيش الإسرائيلي والاستخبارات الداخلية 'الشاباك' نسب العملية لهما فقط، دون أي ذكر للجهاز الأشهر في تنفيذ مثل هذه المهام.
الهجوم الجوي الإسرائيلي على مقر الوفد المفاوض لحماس، الذي نجا منه رئيس الوفد خليل الحية، أودى بحياة مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، وثلاثة مرافقين، إلى جانب عنصر من قوى الأمن الداخلي القطري. قطر بدورها اعتبرت ما جرى 'إرهاب دولة' وانتهاكًا سافرًا لسيادتها، مؤكدة احتفاظها بحق الرد.
صحيفة يديعوت أحرونوت كشفت أن رئيس الموساد دافيد برنياع عارض توقيت العملية رغم موافقته على مبدأ الاستهداف. بينما أصر نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، ومعهما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، على تنفيذها فورًا، معتبرين أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لن تعترض.
في المقابل، تحفظ قادة أمنيون آخرون، بينهم رئيس الأركان إيال زامير، على التوقيت وطالبوا باستنفاد مسار المفاوضات أولًا.
فيما أشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست إلى أن قطر تلقت في وقت سابق ضمانات من إسرائيل والولايات المتحدة بأن قادة حماس في الدوحة لن يكونوا هدفًا لأي هجوم. هذه الوعود المنهارة فجرت شعورًا بـ'الصدمة والخيانة' في الدوحة، خصوصًا أن الموساد كان يقود المفاوضات غير المباشرة مع حماس في العاصمة القطرية منذ شهور.
ووصف موقع تايمز أوف إسرائيل غياب الموساد عن بيانات الهجوم بأنه 'لافت'، نظرًا لتاريخه الطويل في تنفيذ اغتيالات خارج إسرائيل، من بيروت إلى طهران.
أما صحيفة جيروزاليم بوست فرجّحت أن استبعاد الموساد قد يكون مقصودًا للحفاظ على علاقاته مع قطر التي استضافت جولات التفاوض.
ومع ذلك، لم يستبعد مراقبون أن يكون الجهاز ضالعًا خلف الكواليس، فيما فضلت تل أبيب إبقاء دوره طي الكتمان.
الهجوم على قطر، أول عاصمة خليجية تستهدفها إسرائيل عسكريًا، اعتُبر سابقة خطيرة تنسف قواعد الوساطة الدولية. ويؤكد محللون أن ما جرى يوجّه رسالة بأن إسرائيل لا تعترف بأي حصانة سياسية أو دبلوماسية، ويعمّق الشكوك حول جدية أي مسار تفاوضي في ظل استمرار حرب الإبادة على غزة التي أوقعت أكثر من 64 ألف شهيد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.