اطلاق مشروع "القرية الحرفية المستدامة للأحذية والجلود" في الخليل بدعم إيطالي وبشراكة "اليونيدو"

الخليل- معا- أطلقت وزارة الصناعة مشروع القرية الحرفية المستدامة للأحذية والجلود في مدينة الخليل، بدعم من الحكومة الإيطالية وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية 'اليونيدو'، وذلك بحضور وزير الصناعة عرفات عصفور، ومسؤول برنامج التنمية الاقتصادية في التعاون الإيطالي 'جوزيبي مارانو'، وممثل 'اليونيدو' علي بدارنة، ورئيس اتحاد الصناعات الجلدية عامر عرفة، إلى جانب ممثلين عن جامعة بوليتكنك فلسطين، ونائب رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل عدنان النتشة، وهيئة المدن الصناعية، ومؤسسة المواصفات والمقاييس وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين.

وأكد الوزير عصفور في كلمته أن المشروع يشكّل نموذجاً ملهماً لبناء اقتصاد وطني منتج ومستدام قائم على المعرفة والابتكار، مشيراً إلى أن التعاون مع جامعة بوليتكنك فلسطين يعكس التكامل بين التعليم التطبيقي والقطاع الصناعي.

وثمّن دعم الحكومة الإيطالية ومنظمة 'اليونيدو' في تطوير برامج الإنتاج النظيف وبناء القدرات، مشدداً على أن المشروع يمثل التجربة الأولى لإنشاء منطقة صناعية متخصصة في الصناعات الجلدية، بما يعزز توجه الحكومة نحو إقامة مناطق صناعية نوعية وتشجيع الاستثمار في الإنتاج المحلي.

وأشار الوزير إلى جهود الوزارة في خفض تكاليف الإنتاج عبر مشاريع الطاقة النظيفة داخل المناطق الصناعية، دعماً للإنتاج الأخضر المستدام، لافتاً إلى القرارات الحكومية الأخيرة التي تُلزم باعتماد المنتج الوطني في العطاءات العامة وتفعيل الفريق الوطني لمكافحة الإغراق، باعتبارها خطوات جوهرية لحماية الصناعة الوطنية وتمكينها من المنافسة العادلة.

من جانبه، جدّد مسؤول التعاون الإيطالي 'جوزيبي مارانو' التزام بلاده بدعم القطاع الصناعي الفلسطيني بوصفه أحد الأعمدة الرئيسة للنمو الاقتصادي.

أما ممثل 'اليونيدو' علي بدارنة، فأكد أن استحداث وزارة مستقلة للصناعة يُعدّ خطوة محورية نحو تطوير السياسات الصناعية والنهوض بالقطاع الصناعي الفلسطيني.

وفي كلمته، أوضح عامر عرفة رئيس اتحاد الصناعات الجلدية، أن مشروع القرية الحرفية يمثل تحولاً نوعياً في بنية الصناعة الجلدية في فلسطين، إذ سيتيح بيئة إنتاجية متكاملة تشمل التدريب، والتصميم، والتصنيع، والتسويق ضمن منظومة واحدة، ما يضمن رفع جودة المنتج الفلسطيني وتعزيز تنافسيته في الأسواق المحلية والعالمية.

وأشار عرفة إلى أن هذا المشروع سيساهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وسيُعيد إلى مدينة الخليل مكانتها التاريخية كمركز تقليدي لصناعة الجلود والأحذية.

كما أكد أن اتحاد الصناعات الجلدية سيكون شريكاً فاعلاً في تنفيذ المشروع وإدارته وتشغيله، لضمان استدامته وتحقيق الأهداف التنموية المرجوة، داعياً إلى مزيد من التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوسيع التجربة نحو صناعات وطنية أخرى.

وخلال ذلك، قدّمت وزارة الصناعة وهيئة المدن الصناعية ومنظمة 'اليونيدو' وشركة القرية الحرفية عروضاً فنية تناولت آليات التنفيذ ومراحل التطوير، أعقبها نقاش موسّع حول سبل ضمان استدامة المشروع.

واختُتمت الفعالية بجولة ميدانية في معرض 'شغل الخليل' للصناعات الجلدية وعدد من مصانع الأحذية المشاركة، من بينها مصنع كامل ومصنع سبايدر، حيث اطلع الوفد على نماذج من المنتجات الوطنية.

وفي ختام الجولة، أكد الوزير عرفات عصفور التزام الوزارة بدعم كل مبادرة جادة تُسهم في تطوير القطاع الصناعي وبناء اقتصاد وطني قوي ومستدام بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية الداعمة.