اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
كشف ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي، أنهى خدمته مؤخرًا في إحدى غرف العمليات التي تدير القتال داخل قطاع غزة، أن المهمة الأساسية التي ينفذها الجنود حاليًا ليست عمليات قتالية ضد المقاومة، بل تأمين أعمال الهدم التي تنفذها الجرافات العسكرية.
وفي تصريحات نقلها عاموس هرئيل في صحيفة 'هآرتس' العبرية، قال الضابط: 'على أهالي الجنود أن يدركوا حقيقة ما يجري في غزة. المهمة الوحيدة تقريبًا هي تأمين أعمال الهدم والتسوية، والتي تُنفذ تحت اسم عسكري يوحي بأنها عملية قتالية، لكنها في الواقع ليست كذلك'.
وأوضح أن عمليات الجيش لا تتركز على استهداف مواقع مرتبطة فعليًا بنشاط المقاومة، وإنما على تدمير واسع النطاق للمنازل، وفق خطة معدّة مسبقًا ومؤشرات أداء تقيس عدد المباني التي تم تدميرها.
وأشار الضابط إلى أن المتعاقدين المدنيين، الذين يشاركون في هذه العمليات، يتقاضون أجورهم بناءً على عدد المنازل التي تم تدميرها، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراء استمرار التدمير المنهجي، بعيدًا عن أي ضرورة عسكرية واضحة.
وأضاف أن هذه المهمة، التي تفتقر إلى الزخم العسكري التقليدي، تؤثر على الروح القتالية والانضباط داخل الوحدات، مؤكدًا أن قادة الألوية يمضون نصف وقتهم تقريبًا في محاولة منع الجنود من إطلاق النار باتجاه مناطق خارج قطاع غزة، تجنبًا لإصابات ناجمة عن نيران صديقة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية والدولية للجيش الإسرائيلي، بسبب حجم الدمار غير المسبوق الذي خلّفته الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ شهور، والتي طالت أحياءً سكنية بأكملها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.