اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وأوساط النشطاء وأهالي قطاع غزة، موجة عارمة من الغضب والاستنكار، عقب دخول شاحنات محمّلة بالأكفان إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، في الوقت الذي يعاني السكان مجاعة خانقة، نتيجة إغلاق المعابر وتشديد الحصار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وعدَّ كثير من النشطاء أن إدخال الأكفان إلى غزة، بدلًا من إدخال المواد الغذائية الأساسية كالدقيق، ليس فقط خطوة مستفزّة، بل يُشكّل دعمًا مباشرًا ومخزيًا لمسار الإبادة الجماعية المتواصلة التي تُنفّذ بحق سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، بأن خمس شاحنات فقط دخلت إلى القطاع في ذلك اليوم، وكانت اثنتان منها محمّلتين بالأكفان، قُدّمتا كتبرع من دولة عربية عبر الأمم المتحدة.
وأكد عبده في تصريح له أن هذه الشاحنات لا تُعدّ مساعدات إنسانية، بل هي رسائل موت مبطّنة، تعبّر عن تجاهل العالم لمعاناة غزة، وكأن سكانها لا يُطعَمون بل يُدفَنون.
وأضاف عبده أن إدخال الأكفان في ظل المجاعة والدمار يعكس انعدام الحدّ الأدنى من الإنسانية، مشيرًا إلى أن بيانات الإدانة الصادرة عن بعض قادة الدول الغربية – مثل بريطانيا وفرنسا وكندا – لجرائم الاحتلال، تأتي متأخرة ولا تُغني عن دعمهم السابق والمستمر للعدوان، في وقت يظهر فيه التخاذل العربي في أوضح صوره.
وكتبت الناشطة هيام سعيد عبر حسابها في منصة 'إكس': 'بكل وجع، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن إدخال ما وصفه بـ(مساعدات إنسانية) إلى غزة، ليتضح لاحقًا أنها ليست طعامًا ولا دواءً، بل أكفان! الصادم أكثر أن التمويل جاء من دولة عربية، ليحوّل الاحتلال هذه الأكفان إلى رموز كاذبة للحياة، فيما الحقيقة أن غزة تُباد جوعًا وقصفًا، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ'.
كما غرّدت الناشطة حنان محمد قائلة: 'من بين خمس شاحنات دخلت إلى غزة، كانت اثنتان محمّلتين بالأكفان – تبرع عربي عبر الأمم المتحدة. أكياس بيضاء كُتِب عليها أكفان باللون الأزرق، في مشهد أقرب إلى إعلان رسمي عن التخلي عن الحياة.. ليست مساعدات، بل تجهيز لموت جماعي. غزة لا تُطعَم، بل تُدفَن'.
أما الناشط ماجد شاهين، فقد انتقد بشدة الموقف العربي، قائلًا في منشور عبر حسابه على 'فيسبوك': 'بينما بدأت بعض الدول الغربية بخطوات خجولة تجاه ما يحدث في غزة، تقف الأمة العربية موقف المتفرج المذعور، الغائب عن ضمير التاريخ والجغرافيا. لا نرى موقفًا حقيقيًا، ولا ضغطًا سياسيًا، ولا حتى ارتباكًا يُذكَر، سوى هذا المشهد العبثي الذي يُرسِل فيه العرب الأكفان للغزيين، وكأنها شكل من أشكال الدعم أو التعزية'.
وأضاف شاهين: 'غزة لا تنتظر الكفن، بل تنتظر وقف العدوان، وفتح المعابر، وإغاثة الجائعين، وإفاقة ضمير العالم الغائب'.
وفي مشهد يُلخّص المأساة، علّق الناشط محمد ناجي قائلًا: 'دخلت خمس شاحنات إلى غزة اليوم، وبدل أن تحمل الطحين أو الحليب، حملت اثنتان منها أكفانًا، وكأن الاحتلال يريد أن يقول للعالم: نحن نساعد، لكن على طريقتنا، نُطعِم الموت لا الحياة'.
وفي السياق ذاته، وجّه الناشط شوقي العيسة انتقادات لاذعة للحكومات العربية التي شاركت في إدخال الأكفان إلى غزة، قائلًا في منشور على 'فيسبوك': 'شكرًا يا عرب، لم تُقصّروا في دفن الكرامة، لكن يبدو أن الدم العربي توقّف عن الجريان منذ قرون، وبقي فقط في كتب التاريخ، بعد أن اختفى من هذه الأرض'.