اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: كتب المحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت مقالة في صحيفة معاريف العبرية توقع فيها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يفقد صبره في وقت قريب، بعدما يدرك أن لا وجود لـ”نصر كامل” على حركة حماس التي كما وصفها “لا تخشى شيئًا”. وحذّر من أن استمرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في محاولة استنزاف ترامب قد يؤدي إلى إنهاكه سياسيًا.
وبحسب كسبيت، فقد جاء أمس دور بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير لرفع التهديدات في وجه نتنياهو بأعلى صوت، عبر “مكبرات الصوت السياسية” التي نصبوا بها مواجهة مباشرة له. فتنفيذ خطة ترامب كما نُشرت في الأيام الأخيرة، يعني من وجهة نظرهما نهاية الحكومة الحالية.
ويضيف الكاتب أن نتنياهو، بعد عامين على “كارثة السابع من أكتوبر”، وصل إلى مرحلة حاسمة وربما نهائية في اتخاذ القرار: إما أن يأخذ الخطوط العريضة لخطة ترامب ويعلن النصر تمهيدًا للذهاب إلى الانتخابات، أو يستمر في المماطلة على حساب حياة الأسرى واختبار صبر ترامب، الذي بات أقصر من أي وقت مِضى.
ويؤكد كسبيت أن نتنياهو يقف أمام معادلة واضحة: الاختيار بين مصلحته السياسية الضيقة وبين مصلحة “إسرائيل”. وهو يرى أن نتنياهو لم يتردد في السابق في تقديم مصالحه الشخصية على المصلحة العامة، متسائلًا: “ماذا سيفعل هذه المرة؟”.
وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو استهل خطابه في الأمم المتحدة باستعراض “إنجازات إسرائيل” خلال العامين الماضيين، لكن الخطاب بدا وكأنه خطاب ختامي بلا صورة للنصر، بل صورة للمرارة، في ظل بقاء نحو عشرين أسيرًا أحياء منذ عامين في أنفاق حماس.
ويوضح كسبيت أنه أعاد قراءة خطاب نتنياهو ليتأكد من تصريحه: “حاصرتُ غزة بمكبرات صوت قوية”، مؤكدًا بسخرية: “لا يا نتنياهو، أنت لم تحاصر غزة بالمكبرات، بل جنود الجيش هم من فعلوا ذلك بأوامرك”.
وانتقد الكاتب استنزاف جنود جيش الاحتلال على مدار عامين، وتمديد خدمة الجنود النظاميين وإرسال جنود الاحتياط جولة بعد أخرى، تاركين وراءهم عائلاتهم وأعمالهم وديونهم، ليُطلب منهم تشغيل مكبرات صوت لم يسمعها أحد، معتبرًا ذلك صورة زائفة أضرّت أكثر مما نفعت.
واختتم كسبيت مقاله بالتأكيد على أن خطبة نتنياهو خلّفت صورتين أساسيتين: مكبرات الصوت أمام أنقاض غزة، والمغادرة الجماعية لممثلي الدول من قاعة الأمم المتحدة مع بداية خطابه. وبرأيه، هاتان الصورتان تجسدان وضع “إسرائيل” الحالي، الذي تحوّل من علامة تجارية ناجحة إلى كيان منهك ومعزول، مضيفًا أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد ومستوى المعيشة والازدهار ستستغرق وقتًا طويلًا لإصلاحها، “وربما أطول من إعادة إعمار غزة”.