اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
تتزايد التكاليف بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء والأسوأ بالنسبة لإسرائيل هو تزايد عزلتها. واشنطن بوست
يقول مسؤولون إسرائيليون إن مدينة غزة هي آخر معقل حضري لحماس، مشيرين إلى اعتقادهم بأن العملية الجارية للسيطرة عليها قد تكون حاسمة. ويقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تمر 'بمرحلة حرجة' في القتال. لكن القادة الإسرائيليين قالوا أيضاً إن رفح كانت آخر معقل لحماس قبل اجتياحهم للمدينة جنوب غزة العام الماضي. ومع ذلك لا تزال حماس صامدة.
نأمل أن يكون الإسرائيليون على حق هذه المرة، لأن تكاليف هذه الحرب المروعة تتزايد بوتيرة مرعبة؛ فقد أودت بحياة أعداد هائلة، ومن المرجح أن تترك وراءها جيلاً يعاني من فظائعها. وكان ثمن رد إسرائيل على هجوم حماس في 7 أكتوبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا بالشلل.
وبينما يراقب العالم فظائع الحرب في غزة انقلبت أغلبية متزايدة من الناس ضد إسرائيل. ومن بين الدول الأربع والعشرين الرئيسية التي شملها استطلاع مركز بيو للأبحاث في يونيو، لم يكن لدى أي منها رأي إيجابي تجاه الدولة اليهودية. أما في الولايات المتحدة، واعتباراً من أبريل، أبدى أكثر من نصف البالغين الذين شملهم الاستطلاع رأياً سلبياً. ولا يزال الجمهوريون داعمين على نطاق واسع، ولكن حتى داخل صفوف الحزب الجمهوري، يزداد الشباب انتقاداً.
ويشعر عديد من الإسرائيليين بالخيانة والإحباط لأن عزلتهم المتزايدة تأتي في خضم حرب فُرضت عليهم بسبب هجوم حماس وفق زعمهم. وهم مقتنعون بأن مأزقهم هو نتاج معاداة السامية العالمية، وأن هذا الشعور بالحصار قد زاد من عزيمتهم.
كما يفخر الإسرائيليون بكونهم مواطنين في أصعب دولة في جوار معروف بقسوته. لكن فخرهم كان تقليدياً مرتبطاً باستسلام قاتم بأن أعداءهم لا يمكن هزيمتهم تماماً، بل يمكن سحقهم مؤقتاُ فقط. ولم يُتح السلام سوى فرصة للاستعداد للمعركة القادمة.
تتخذ إسرائيل اليوم نهجاً مختلفاً بسعيها لتحقيق نصر كامل في غزة. وقد أقنعت الهزيمة الساحقة لحزب الله في لبنان، وما تلاه من انهيار لنظام الأسد في سوريا والهزيمة الساحقة لإيران، عديداً من الإسرائيليين بإمكانية، بل وضرورة استئصال حماس تماماً من قطاع غزة. ولم يعد السلام الذي تُترك فيه حماس المتدهورة قائمة - وهو نوع السلام المؤقت الذي اعتاد الإسرائيليون قبوله بعد حروبهم - مقبولاً لدى ائتلاف نتنياهو. لكن الرؤية المتطرفة لغزة لا تزال بعيدة المنال.
وفي هذه الأثناء يشهد المجتمع الأمريكي تغيراً نحو الأسوأ؛ حيث غرّد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الشهر الماضي، متأثراً بصدمة، عن تنامي معاداة السامية في الولايات المتحدة، وربط ذلك بالانطباعات العامة عن حرب غزة. وقال: 'لسنوات، شعرتُ أنه لا يوجد معاداة سامية حقيقية في الولايات المتحدة. أما اليوم فيكفي أن تزور موقع X لتذكيرك بمدى تفاقم الوضع. ويدور جدل حاد، بين أقصى اليسار وأقصى اليمين، حول الادعاء بأن إسرائيل قتلت تشارلي كيرك.
لقد أقرّ نتنياهو في حديثه خلال مؤتمر للمحاسب العام لوزارة المالية في القدس يوم الاثنين بتزايد عزلة البلاد. وقال: 'سنحتاج بشكل متزايد إلى التكيف مع اقتصاد ذي خصائص الاكتفاء الذاتي'، مُقراً بأن العقوبات من أوروبا الغربية تحديداً بدأت تؤثر سلباً. لكن تكاليف هذه الحرب تتجاوز قيمتها المالية. وقد يصبح دفع الفاتورة مشروعاً يمتد لأجيال.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب