اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
أثارت مغادرة المبادِرة ملاك فضة من قطاع غزة موجة غضب وجدل واسعة بين الأهالي، بعد الكشف عن سفرها عبر ما وصفوها بـ'تحويلة طبية غير حقيقية'، في وقت يواجه آلاف المرضى، خصوصًا الأطفال ومرضى السرطان، خطر الموت بسبب عدم قدرتهم على الخروج لتلقي العلاج في الخارج.
ويقول عدد من المواطنين والناشطين إن فضة، التي بدأت عملها كمبادرة شبابية لجمع التبرعات، أصبحت تمتلك 'ثروة تبرعات'، بينما فشلت العشرات من الحالات الإنسانية في الخروج، رغم خطورة أوضاعهم الصحية، ما اعتُبر شكلًا من أشكال 'اللامساواة'.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن طريقة خروج فضة من غزة تثير علامات استفهام كثيرة، وتفتح الباب للتساؤل حول خلفيات هذه المغادرة المثيرة للجدل.
وقال القرا في منشور عبر حسابه في موقع فيسبوك إن ما جرى مع ملاك يشبه ما حدث مع حالات أخرى سبقتها، خرجت بطرق غير واضحة، وترافق خروجها مع مؤشرات على وجود ارتباطات بجهات خارجية أو تسويق لدول وهيئات، إلى جانب تدفق أموال ضخمة تصل لملايين الدولارات دون شفافية في مصادرها أو آليات صرفها.
وأشار إلى أن وزارة الصحة في غزة أكدت أن ملاك فضة لم تخرج عبر الكشوف الرسمية المعتمدة، ولم تُعتبر حالتها من بين الأولويات، وهو ما اعتبره دليلاً واضحاً على حجم التضليل الذي يحدث خلف الكواليس.
وقال القرا: 'أتحدث من واقع تجربة شخصية، فقد أصيب ابني أحمد (15 عاماً) برصاص طائرة مسيرة للاحتلال في مارس 2025، واطلعت بنفسي على الواقع الصعب داخل وزارة الصحة، وعلى عدد الأطفال والنساء الذين هم بأمسّ الحاجة للعلاج في الخارج.'
وأضاف أن إحدى النساء، التي كانت تدّعي الشفافية والنزاهة، قامت مؤخراً باستقبال أبنائها الذين خرجوا بنفس الطريقة، متجاهلة معاناة الأطفال المرضى والجرحى الذين حُرموا من حقهم في العلاج.
من جانبها رأت الناشطة سمية علي أن خروج ملاك فضة من غزة يعبّر عما وصفتها 'حالة استغلال مؤسفة' لمعاناة الناس تحت غطاء 'العمل المبادر'، مشيرة إلى أنها غادرت القطاع، في وقتٍ لا يزال فيه مئات الأطفال ومرضى السرطان والحالات الحرجة ينتظرون تحويلات علاجية عاجلة دون جدوى.
وقالت علي عبر منشور في حسابها بموقع فيسبوك : 'ملاك فضة تمثل نموذجًا مؤسفًا (...) كثير من المرضى لم تسعفهم الوساطات ولا العلاقات لتسهيل خروجهم، رغم خطورة أوضاعهم الصحية'.
وأضافت: 'ابني عز الدين وُلِد في قلب الحرب، بثقبين في القلب ورئتين غير مكتملتين، ويعاني من سوء تغذية حاد واختناق دائم، وهو بحاجة إلى أكسجين على مدار الساعة. ومع ذلك، لم نتمكن من إخراجه لتلقي العلاج في الخارج رغم أن الطبيب صنّفه كحالة طارئة منذ كان عمره ثلاثة أشهر.'
وأوضحت أن نقص أجهزة الأكسجين في المنازل، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات، خاصة في ظل الوضع الأمني، يجعل حالة عز الدين أكثر خطورة.
وشددت علي في ختام حديثها على أن 'سؤال العائلات اليوم هو: لماذا تخرج حالات غير طارئة بسهولة، بينما يُترك أبناؤنا يموتون؟ هذا سؤال مشروع ويستحق إجابة واضحة من الجهات المسؤولة.'
بدورها أكدت الصحفية صافيناز اللوح في تساؤلات مثيرة للرأي العام، أن طريقة خروج ملاك فضة من قطاع غزة إلى الأردن تفتقر للشفافية وتستوجب توضيحًا عاجلًا من الجهات المعنية.
وقالت اللوح: 'كيف خرجت ملاك فضة من غزة؟ هل هي مصابة أو أحد من أفراد عائلتها مصاب ليستحق الخروج لتلقي العلاج؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهذا حقها كغيرها من أبناء الشعب الفلسطيني، أما إذا كانت لا، فمن المسؤول عن تسهيل سفرها؟'
وأشارت إلى ضرورة معرفة الجهة التي نسّقت لسفر ملاك، ومن منحها جواز السفر، مؤكدة أن هذا يثير تساؤلات كثيرة، خاصة في ظل المعاناة الشديدة التي يعيشها النازحون في القطاع.
وأضافت اللوح: 'هل خرجت مجانًا أم دفعت مبالغ مالية؟ وإذا دفعت، فهل كان ذلك من أموالها الخاصة أم من أموال المتبرعين التي كان يجب أن تذهب للفقراء والمشردين؟'
وتابعت بالقول إن المعلومات المتوفرة على حساب ملاك فضة على إنستغرام تشير إلى امتلاكها 'فريق عمل'، متسائلة عن هوية هذا الفريق، وإن كان سيواصل استلام التبرعات والتعامل معها عن بُعد داخل غزة، وختمت بقولها: 'هل المتبرعون الذين يرسلون لها الأموال بهذه السذاجة؟'
وزارة الصحة
بدورها أكدت وزارة الصحة في غزة أنها لا علاقة لها بسفر المواطنة ملاك فضة، مشددة على أن خروجها من القطاع تم عبر تنسيق خاص لا يمت بصلة لإجراءات الوزارة الرسمية.
وقال البيان الصادر عن الوزارة: 'إن المواطنة ملاك فضة لم تغادر ضمن القنوات المعتادة أو كشوفات التحويلات الطبية المعتمدة في الوزارة، وإنما من خلال تنسيق فردي وخاص خارج إطارنا المؤسسي'.
وأوضح البيان أن ملاك فضة كانت قد حصلت على تحويلة طبية وفق النظام المتبع في وزارة الصحة، إلا أن حالتها صنفت ضمن الحالات غير الطارئة، وبالتالي لم تكن ضمن أولويات السفر في هذه المرحلة.
وشددت وزارة الصحة على أن منظومة التحويل الطبي المعمول بها واضحة وشفافة، وتتم عبر برامج رسمية وقنوات معتمدة، وتعطى الأولوية فيها للحالات الحرجة، خصوصًا من الأطفال ومرضى السرطان.
وأكدت الوزارة التزامها بتحقيق العدالة والإنصاف في توزيع فرص العلاج في الخارج، داعية الجميع إلى عدم الزج بالوزارة في ترتيبات فردية لا علاقة لها بها.