اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، فقد استهدفت بأكثر من ثماني غارات جوية من طائرات 'F-16' منازل سكنية متعددة الطوابق في مخيم ومعسكر الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث يعيش آلاف النازحين الذين لجؤوا إليه بعد تدمير منازلهم في شمال القطاع.
هذا القصف العنيف، الذي طال منازل قريبة من مراكز الإيواء، أسفر عن دمار شامل في البنية التحتية، مخلفًا وراءه مشهدًا مأساويًا من الركام والتشريد وسط حالة من الخوف والرعب بين الأهالي.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023، تعرض مخيم الشاطئ لدمار هائل طال معظم منازله ومرافقه الحيوية، فيما تحاول قوات الاحتلال من خلال تصعيد القصف دفع سكان المدينة للرحيل القسري جنوبًا، في محاولة لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وفرض واقع جديد على الأرض.
ويؤكد الأهالي في أحاديث منفصلة لـ 'فلسطين أون لاين' رغم حجم الخسائر والدمار، تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة إلى بيوتهم، مؤكدين أن الاحتلال لن ينجح في مسعاه.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارات مكثفة على أكثر من ثمانية منازل سكنية مكونة من عدة طوابق في مخيم الشاطئ، منذ صباح أمس، حيث يعيش عدد كبير من العائلات النازحة التي فقدت بيوتها نتيجة القصف.
وبحسب شهود عيان، فإن المنازل التي تم استهدافها تقع على مقربة من مخيمات الإيواء، ما يعكس تصعيدًا واضحًا نحو استهداف المدنيين ودفعهم لمغادرة المدينة.
تمسك بالأرض
وعبر رمضان العكلوك، الذي تأثر منزله بشكل مباشر بعد استهداف منزل قريب منه، عن تصميمه على إعادة بناء بيته والعودة للسكن فيه رغم الدمار الكبير.
وقال لـ 'فلسطين أون لاين': 'الأرض لنا، وسنعيد إعمار منازلنا مهما كلف الأمر، نحن شعب صامد لا يفرط في حقه'.
ويعمل العكلوك، مع أبنائه على إخراج الحجارة والركام من بين أنقاض منزله كخطوة أولى نحو إعادة البناء والعودة إلى الحياة الطبيعية.
ويرى المواطن إبراهيم الغول، أن استهداف المنازل القريبة من مراكز الإيواء هدفه الأساسي هو بث الخوف في نفوس السكان ودفعهم إلى النزوح نحو جنوب القطاع، في خطة ممنهجة لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين.
وأضاف الغول، لـ 'فلسطين أون لاين': 'الاحتلال يريدنا أن نرحل، لكنه لن ينجح في هذا، سنبقى على أرضنا مهما بلغت التضحيات'.
وفي نفس السياق، رفض علي أبو للعمرين، مغادرة منزله رغم القصف المتكرر، مؤكدًا أن هدف الاحتلال هو الضغط لتفريغ القطاع من سكانه.
وقال بحزم: 'هذه الأرض هي ملكنا، ولن نترك بيوتنا رغم كل المحاولات، الاحتلال واهم إن كان يظن أنه سيجبرنا على الرحيل'.
وعلى مدار الأيام الماضية، شهدت مدينة غزة تصعيدًا في القصف خاصة في المناطق السكنية القريبة من مراكز الإيواء التي تؤوي النازحين، مما أثار مخاوف كبيرة من وقوع كارثة إنسانية جديدة.
ويعتبر هذا التصعيد محاولة واضحة لإجبار السكان على التهجير القسري باتجاه جنوب القطاع، في ظل غياب أي حماية دولية فعالة.
ومع تصاعد المعاناة الإنسانية، تظل إرادة المواطنين في مخيم الشاطئ وغيرها من مناطق غزة صلبة، حيث يعبرون عن رفضهم التام لأي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد لا يعترف بحقهم في الأرض والكرامة.