اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
﴿لَيسَ عَلَينا فِي الأُمِّيّينَ سَبيلٌ﴾ آل عمران 76
عنصرية مقززة تلك التي تمارسها عصابات الإبادة من الصهيونية؛ فهي ليست سلوكًا معاصرًا أو جديدًا، بل هي جزء من تاريخهم المتأصل الذي أصبح العالم اليوم يدركه أكثر من أي وقت مضى. هذه العنصرية البغيضة تجاه البشرية والإنسانية في كافة أشكالها ليست مقتصرة على الفلسطيني والعربي والمسلم فقط، بل تتجلى في كل ما يتعلق بالآخرين. وكأنما اليوم، نسمع ما قاله الله تعالى {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (ق 22).
منذ اليوم الأول للمحرقة، تم تعريف الفلسطينيين بأنهم 'حيوانات بشرية'، وفي وقت سابق تم وصفهم بالصراصير. كما يتحدث كتابهم المقدس عن 'الأغيار' وضرورة استباحة دمائهم وقتل أطفالهم تحسبًا للمستقبل. ووصلت عنصريتهم إلى إباحة بقر بطون الحوامل كما حدث مع نساء غزة وأطفالها، حيث كان العدد الأكبر من شهداء المحرقة من الأطفال والنساء، وهم ضحايا هذه العقلية الإجرامية.
هذا الخطاب العنصري يتجذر في فطرتهم المتأصلة، تاريخيًا {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} (آل عمران 75). هم 'الجويم'، البهائم الذين لا سبيل عليهم، ليسوا بشراً وليس لهم اعتبار في الإنسانية. الأغيار، كما يطلقون عليهم، هم خلقوا لخدمة اليهود فقط، ولا قيمة لحياتهم ولا دية لهم، ولا إثم في قتلهم. هذه هي النظرة التي يرددها كبارهم علانية في أيام المحرقة وفي مواجهة البشرية، بل لا يُسمح للبشرية بمراجعة سلوكهم العنصري الفاشي البغيض.
'نحن أبناء الله وأحباؤه'، هذا هو الزعم العنصري الذي يرفعه اليهود. لكن الله تعالى يرد عليهم قائلاً: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم} (المائدة 18). هذه النظرة العنصرية التي تشبه إلى حد بعيد إبليس عندما قال: {قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} (الأعراف 12)، وهي التي تجعل منهم أسيادًا على الآخرين مستندين إلى قوة آلهتهم الباطلة، كما يتباهون قائلين: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} (فصلت 15).
لقد وصل الأمر بهم إلى الاستعلاء حتى على من نصروهم وأمدوهم {حَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} (آل عمران 112)، فها هو بايدن، الذي سقط ضحية استعلائهم العنصري، ليتم شطبه من التاريخ بدماء غزة البريئة التي أزهقتها عصاباتهم. ويقول لهم كبيرهم في خطاب فرعوني: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} (غافر 29)، زاعمًا أن دولة العصابات نشأت فقط من مهارة وكفاءة اليهود، {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} (القصص 78)، ولا فضل لأمريكا عليها، بل بالعكس، فضلها على أمريكا.
لكنها سنة الله، التي لا محالة ستنفذ. إذ سياتيهم ما لا يحسبون، {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (آل عمران 178).