اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢١ أذار ٢٠٢٥
أكد خورخي ديزكايار، المدير السابق للمركز الوطني للاستخبارات الاسبانية والسفير السابق في المغرب والولايات المتحدة أن مطالبة المغرب بسبتة ومليلية دائمة ولن تختفي.
وقال ديزكايار، 'في بعض الأوقات، يمارس المغرب ضغوطا أكبر، وفي أوقات أخرى ينخفض الضغط وفقا للعلاقة الثنائية، لكن المطالبة لا تختفي. إذا كان هناك من يعتقد أن المغرب سيتخلى عن هذه المطالبات يوما ما، فهو مخطئ، تماما كما هو الحال مع جبل طارق وإسبانيا'.
وأكد المتحدث في حوار مع صحيفة 'لاراثون' الاسبانية، أن التحالف بين الولايات المتحدة والمغرب لا يشكل تهديدا للعلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحافظ على علاقات ممتازة مع إسبانيا، حيث تمتلك قاعدة عسكرية مهمة في روتا تُعتبر أساسية لعملياتها في الشرق الأوسط، مضيفا 'لا أرى أننا قد نفقد وزننا في المنطقة بسبب ذلك'.
وأعرب ديزكايار عن استغرابه من استمرار إغلاق الحدود مع سبتة ومليلية منذ عام 2019، مشيرا إلى أن المغرب يتبنى استراتيجية خنق اقتصادي تجاه هاتين المدينتين، مضيفا أن إسبانيا لم تتمكن من عكس هذا الوضع، مؤكدا على ضرورة التعايش مع هذه الاختلافات لأن الجوار الجغرافي بين البلدين دائم.
وأشار ديزكايار إلى أن هناك صراعا تاريخيا على الهيمنة بين المغرب والجزائر يعود إلى استقلال البلدين، موضحا أن الجزائر تستثمر كثيرا في الدفاع، حيث تمتلك ثاني أكبر ميزانية عسكرية في إفريقيا، بينما يتسلح المغرب أيضا، خاصة بالتكنولوجيا من الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل. مؤكدا أن هذا التسلح ليس موجها ضد إسبانيا.
وأكد على حق إسبانيا في المطالبة بأن يمنح الناتو اهتماما للجناح الجنوبي، مشيرا إلى أن منطقة الساحل تشكل تهديدا بسبب عدم الاستقرار وانتشار الإرهاب، مضيفا أن المنطقة تشهد وجودا لكل من القاعدة والدولة الإسلامية، مع ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الإرهاب، رغم قلة الاهتمام الإعلامي الغربي.
وأعرب عن عدم فهمه للتغيير في موقف إسبانيا بشأن الصحراء المغربية، لعدم وجود تفسير واضح من الحكومة لهذا التغيير، مؤكدا على أهمية وجود توافق وطني في السياسة الخارجية، وعلى أن المصالح الدولية للبلاد لا يجب أن تتغير بناء على من يكون في السلطة.
كما أعرب ديزكايار عن قلقه من تأخر إسبانيا في زيادة ميزانية الدفاع، مشيرا إلى أن الهدف المتمثل في الوصول إلى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق العسكري قبل عام 2030 كان قد وُعد به في عام 2014، ومع ذلك لا تزال إسبانيا عند 1.29٪، مؤكدا على ضرورة تحمل إسبانيا مسؤولياتها في الدفاع عن أمنها، خاصة في ظل تغير موقف الولايات المتحدة.
ولم يخفي ديزكايار عن دهشته من القرارات التنفيذية الأولى لترامب، مشيرا إلى أن صعود اليمين المتطرف ليس حالة معزولة في الولايات المتحدة، بل هو ظاهرة تتزايد في دول أوروبية أخرى، موضحت وأوضح أن هذا الصعود ناتج عن استياء المواطنين من أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.