اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
زار وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي، الأحد، ضريح سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على استشهاده.
وتقدّم رئيس الحزب الأمين ربيع بنات وقيادة الحزب، وفد من حزب الله على رأسه محمود قماطي عضو المجلس السياسي في حزب الله، شاكر برجاوي رئيس حزب التيار العربي، أسعد حمود أمين عام الحرس القومي العربي، وحشد كبير من القوميين.
وبعد عرض فصائل من نسور الزوبعة والأشبال
ألقى رئيس الحزب كلمة جاء فيها :
أيها الرفقاء، أيها الحضور الكريم،
في حضرة ذكرى القائد الشهيد السيد حسن نصرالله، نقف اليوم أمام رجل لم يكن شخصاً عادياً ولا قائداً محلياً فحسب، بل كان رمزاً أممياً، تجاوز الحدود والكيانات، وصار صوت المظلومين في كل مكان وجد فيه الظلم.
لقد قدّم السيد في حياته المثال الأعلى للتضحية، حين جعل ابنه هادي شهيداً على مذبح الوطن، وأثبت أن القائد الحق هو من يتقدّم الصفوف ويجعل من ذاته وعائلته جزءاً من مسيرة الدم والعطاء.
واجه السيد العدو الإسرائيلي بعزم وإيمان راسخ حين اكمل المسيرة بعد اغتيال السيد عباس الموسوي على رأس قيادة حزب الله والمقاومة، فكان التحرير عام 2000 محطة فارقة في تاريخ أمتنا، ثم خاض معركة من نوع اخر هي قضية الأسرى في سجون الاحتلال التي تحولت إلى معركة كرامة وانتصار، حيث عاد المقاومون الاسرى أعزاء مرفوعي الرأس، بينما انكسر العدو وأُذلّ أمام قوة الحق.
إن معادلة الردع التي أرساها السيد لم تكن مجرد خطاب، بل كانت سلاحاً استراتيجياً غيّر وجه المنطقة. بفضل حكمته وشجاعته، أدرك العدو أن أي عدوان على لبنان سيقابله ردّ قاسٍ لا يُحتمل كما ادرك ان السيطرة على مقدرات البلد الاقتصادية وترسيم الحدود لا يمكن ترجمتها الا وفق بوصلة وقرار سماخة السيد الذي وضع كل الامكانات في خدمة القرار السياسي للدولة فكرث معادلة سياسية وعسكرية قل نظيرها. هذه المعادلة لم تحمِ لبنان فقط، بل حمت المنطقة كلها من مغامرات كان يمكن أن تشعل حروباً كارثية.
وفي حرب تموز 2006، كان السيد هو القائد والمعركة والكلمة. بكلماته رفع المعنويات ليس فقط لدى المقاومين بل حتى عند الناس في بيوتهم وتحت القصف، وبصلابته ثبت سقوف التفاوض، فكان التوازن بين المقاومة والدولة والجيش ممثلاً بتنسيق استراتيجي بينه وبين دولة الرئيس نبيه بري وفخامة الرئيس العماد إميل لحود. لقد أرسا معادلة تاريخية، جعلت لبنان لا يخرج مكسوراً بل منتصرا و أكثر قوة ومنعة.
أيها الرفقاء،
السيد لم يكن قائداً عادياً، بل كان مدرسة. مدرسة في الجهاد، في العمل السياسي، في الوحدة الوطنية، وفي فهم طبيعة الصراع مع العدو. كان قادراً أن يحوّل الهزيمة إلى انتصار، واليأس إلى أمل، والتهديد إلى فرصة.
لم يكن السيد صوت المقاومة في لبنان فقط، بل كان صوت فلسطين في كل المحافل. كان الحاضر في معارك غزة، في معركة سيف القدس، وفي طوفان الأقصى. كان يقول إن فلسطين هي بوصلة كل حرّ، وإن العدو الإسرائيلي إلى زوال مهما طال الزمن.
لقد أدرك السيد مبكراً أن المقاومة ليست خياراً تكتيكياً، بل نهج حياة. ولذلك كان خطاب الردع الذي وجّهه للعدو والعالم بأسره: “لا تفكروا بالعدوان، فالساحة كلها ستشتعل”. وكان صادقاً دائماً، فما وعد به أنجزه، وما توعّد به نفّذه.
أيها الحضور الكريم،
حين اغتال الأعداء السيد حسن نصرالله، ظنوا أنهم قطعوا رأس المقاومة، وأنها ستتراجع أو تنهزم. لكنهم أخطأوا التقدير. فالمقاومة صمدت، وازدادت عزيمة، وأثبتت أن السيد حاضر بروحه ونهجه، وأن دماءه صارت وقوداً لمسيرة لا تعرف التراجع.
إننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نرى في السيد امتداداً لمدرسة الشهداء العظام، ابن الحسين الكربلائي الذي جسّد معاني الفداء والبطولة، وقائد الأمة الذي جعل من لبنان الصغير رقماً صعباً في معادلات العالم الكبرى.
برحيله، لم نخسر المقاومة ولم تخسر الأمة نهجها، بل افتقدنا حضوره المضيء، كما افتقدته عائلته حنانه ووجدانه، وافتقدته المنطقة لحكمته وصلابته وتفانيه. لكننا على يقين أن روحه ما زالت بيننا، وأن وصاياه ستبقى زاد المقاومين، وأن خطه هو الخط الذي سيستمر حتى تحرير فلسطين وكل شبر من أرض أمتنا.
المجد للشهداء، والخلود للقادة العظام، والنصر لأمتنا مهما طال الزمن
ثم القى الحاج محمود قماطي كلمة أكّد فيها على استمرار المقاومة وجهوزيتها، وشدّد على وطنية العمل المقاوم الذي يضمّ أحزاباً وقوى تقدّم الشهداء دفاعاً عن الوطن، معتبراً أنّ حزب الله والحزب السوري القومي الإجتماعي وحركة أمل وكل قوى المقاومة هم في محور الحق في مواجهة خطر العدو التوسّعي، هذا التحالف المعّمد بالشهادة والدم وقضيته المركزية فلسطين.
وشدّد قماطي على التفاهم العربي واحتضانه لقوى المقاومة التي تعتبر الخطر الإسرائيلي عدو لبنان وفلسطين وكل العرب، مؤكّداً أنّ المقاومة هي عامل قوّة لكل الدول العربية لأن الاسرائيلي يتربّص شرّاً بها كلّها.
ختاماً تمّ وضع إكليل على ضريح الشهيد السيد حسن نصرالله .