باراك يضع النقاط على الحروف… لا دولة مع السلاح غير الشرعي!

لا تزال تصريحات الموفد الأميركي توم باراك عن لبنان وسوريا وواقع المنطقة، تفرض ثقلها على الواقع اللبناني، في ظلّ تصاعد لهجة التحذير والتي تضع لبنان أمام احتمالَيْن أو مجاراة قطار التغيير أو البقاء هامشيًا.

في هذا السياق، أوضحت مصادر صحيفة 'الشرق الأوسط' أنّ الجانب الأميركي 'يراجع الرد اللبناني'، مشيرةً إلى أن الطرف اللبناني لا يزال ينتظر اتصالًا من السفيرة الأميركية في بيروت، التي من المفترض أن تنقل الردّ الذي يرتكز بشكل أساسي إلى سحب سلاح حزب الله، وفق ما تمّ الاتفاق عليه في الاجتماعات الأخيرة، وهو ما لم يحصل حتى الآن.

وتوقفت 'الشرق الأوسط'، عند تصريح باراك، والذي علّق عليه رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، محذرًا من 'استمرار السلطة، ومن خلالها الحكومة اللبنانية، في تردّدها وتباطؤ قراراتها وتثاقل خطواتها في ما يتعلق بقيام دولة فعلية في لبنان، فإنها ستتحمّل مسؤولية أن يعود لبنان الوطن والدولة في مهبّ الريح من جديد'.

في المقابل، أوضح مصدر رسمي لـ'نداء الوطن أنّه 'لم يصل أي شيء رسمي من الأميركيين'.

وأكد المصدر أن الملفات التي تعالج مع واشنطن كثيرة وهي تحتاج إلى وقت.

وفي تعليق لافت، اعتبرت مصادر كنسيّة عبر 'نداء الوطن' أن كلام باراك، عن احتمال ضم لبنان إلى الشام ومن ثم توضيحه، يجب أن يسبّب خضةً داخل أروقة الدولة اللبنانية ويدفعها إلى التحرك الفوري من اجل استعادة هيبتها وحصر السلاح بيد الجيش والقوى الشرعية.

وأسفت المصادر لتباطؤ الخطوات الإنقاذية المطلوبة، ولطالما حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من خطرٍ يطاول الكيان وكان يُجابه بحملات التخوين، لذلك لم يعد هناك أي مبرّر للسلطة السياسية لعدم التحرك واتخاذ قرارات جريئة تحمي الكيان اللبناني وتضعه على الخريطة الجديدة خصوصًا أننا نلاحظ أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء في حين تسبقنا دول الجوار في الخطوات الصحيحة.

وأكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ'اللواء' أنّ الحدث المحلي الأبرز يحط في جلسة مساءلة الحكومة المرتقبة الثلاثاء بشأن رسمها السياسة العامة للدولة، وقالت إنّ هذه الجلسة ستشهد نقاشًا ساخنًا بشأن تسليم السلاح وضرورة وضع مهلة زمنية محددة، مشيرةً الى ان هذه الجلسة مفتوحة على احتمالات عدة خصوصًا اذا كان العدد الأكبر من النواب يضغطون بشأن موضوع السلاح.

وكان الموفد الأميركي توم باراك، قد قال في حديث إلى صحيفة 'ذا ناشيونال'، إنّ لبنان 'يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لحل مشكلة أسلحة حزب الله'.

وأكد انّ 'لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلّا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا'، مضيفًا: 'إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام'. وقال: 'يقول السوريون إنّ لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرّك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني'.

وفي مقابلةٍ مع صحيفة 'عرب نيوز'، حذّر ايضًا من أنّه 'إذا لم يُسرع لبنان في الانخراط، فسيتجاوزه الجميع'، وذلك خلال مناقشته لاحتمال تحوّل 'حزب الله' من جماعةٍ مسلّحةٍ إلى كيان سياسي كامل داخل لبنان. وشدّد باراك على 'أنّ أي عملية لنزع السلاح يجب أن تكون بقيادة الحكومة اللبنانية، وبموافقة كاملة من 'حزب الله' نفسه'.

وأوضح: 'هذه العملية يجب أن تبدأ من مجلس الوزراء. عليهم أن يُصدروا التفويض. و'حزب الله'، كحزب سياسي، عليه أن يوافق على ذلك.' وتابع: 'ما يقوله 'حزب الله' هو: حسنًا، نحن نفهم أنّه لا بدّ من قيام لبنان واحد لماذا؟ لأنّ سوريا واحدة بدأت تتشكّل'، لافتًا إلى 'أنّ هذا الدفع نحو الوحدة يأتي وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، لا سيما في ضوء ما وصفه بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب 'الجريئة' تجاه إيران'.

وقال: 'الجميع يعيد تدوير مستقبله'، في إشارةٍ إلى إعادة تموضع إقليمي أوسع، يشمل إعادة إعمار سوريا واحتمال انطلاق حوارات جديدة تشمل إسرائيل. وختم: 'نحن شكّلنا فريق تفاوض وبدأنا نلعب دور الوسيط. وفي رأيي، الأمور تسير بوتيرةٍ متسارعةٍ'.

ولاحقًا كتب باراك عبر صفحته على منصة 'إكس' أنّ تعليقاته 'أشادت بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا، مشدّدًا على أنّها ليست تهديدًا للبنان'.

وأوضح 'أنّ سوريا تتحرك بسرعة كبيرة للاستفادة من الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع الرئيس الأميركي العقوبات عنها'، مشيرًا إلى 'الاستثمارات القادمة من تركيا ودول الخليج، والتواصل الدبلوماسي مع الدول المجاورة، والرؤية الواضحة للمستقبل'.