اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
تداعى الرؤساء السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام إلى زيارة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وأعضاء اللقاء الديمقراطي، من أجل «الوقوف إلى جانبهم ودعمهم في موقفهم العربي والوطني المهم والشجاع في هذه الفترة العصيبة التي يمرّ بها لبنان، ويُعاني منها الأمرّين أشقاؤنا في سوريا وبلداننا وشعوبنا العربية، وفي خضم الحرب المجرمة التي لا تزال إسرائيل تشنّها على لبنان وغزة والضفة الغربية وسوريا».
واستنكر المجتمعون «ما تقوم به إسرائيل في عدوانها واحتلالها وتدخّلها المرفوض والمُدان في الشؤون الداخلية لسوريا، والهادف إلى شرذمة وتفتيت وبث الشقاق والانقسام بين أبناء الشعب السوري الواحد، وتعمل من خلاله على تحريض وتحريك بعض القوى والأطراف على بعضها بعضاً، مدَّعيةً بأنها تعمل على حماية إخواننا العرب الأقحاح الدروز من بني معروف في جبل العرب الذين يعتبرون أن ما تقوم به إسرائيل ليس إلّا تنفيذاً لخطةٍ خبيثةٍ ومكشوفة ومرفوضة الأهداف والمقاصد من أجل استدامة احتلالها للجولان السوري».
وناشدوا الأهالي «في هذه المنطقة المكلومة، والشعب السوري الشقيق، التعالي على هذه الجراح الأليمة»، سائلين الله «أن يتغمّد الضحايا بواسع رحمته، وأن يعجل في شفاء الجرحى والمكلومين». كما شدّد المجتمعون على الجميع «التصرّف على أساس أنّ المؤمن على المؤمن حرام دمه وعرضه وماله. وبالتالي يؤكّد المجتمعون على ضرورة المبادرة إلى إجراء وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار وتأكيد الالتزام الكامل به من جميع الأطراف كما وتحرير المختطفين وفك الحصار وعودة الخدمات العامة، والعمل على إقامة التواصل والتفاهم والتسامح بين جميع المواطنين السوريين، درءاً للفتنة وحقناً للدماء، ومن ثمَّ مباشرة الحوار البنّاء في ما بينهم، انطلاقاً من وحدة الهوية السورية على قواعد المواطنة المستوعبة والمتقبلة لجميع مكوناتها الوطنية، وعلى أساس وحدة سوريا الوطن، وعلى سيادة الدولة السورية الواحدة والقادرة والعادلة، وعلى سلامة كامل أراضي سوريا وترابها الوطني».
كما شدّد المجتمعون على «ضرورة أن تتولى لجنة تحقيقٍ نزيهة، محاسبة من افتعلوا الفتنة ومن نفذوا ومارسوا أعمال القتل والاعتداءات على المدنيين الآمنين في قراهم ومنازلهم وأعمالهم، وإلى أي جهة انتموا».
وأشادوا بـ«المواقف الوطنية والقومية الشجاعة والصلبة التي يتخذها الزعيم وليد جنبلاط، كما يثمّنون المواقف الوطنية التي صدرت عن اجتماع المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وبدعوة من شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى والتي تتصدّى لمخططات شقّ الصف الوطني، وحيث يقطعون بمواقفهم الوطنية والقومية الطريق على هذه المؤامرة الخبيثة».
واستنكر المجتمعون «محاولات استغلال الأحداث الخطيرة في سوريا لنقل التوتر والفتنة الى لبنان، وهم يدينون كل عمل يؤدي إلى إثارة النعرات الطائفية والمذهبية البغيضة إلى لبنان. وهم على ثقة كاملة بأن اللبنانيين سوف يتصدّون لمثل هذه المحاولات بحكمتهم وتضامنهم وحسّهم الوطني اللبناني العربي الأصل، وأن الجيش اللبناني وأجهزة الدولة اللبنانية الأمنية كافة سوف تكون بالمرصاد لهذه المحاولات الخبيثة والدنيئة».
وعبّروا عن دعمهم للخطوات والمواقف «التي اتخذتها الدولة السورية من أجل رأب هذا الصدع الوطني»، ويُثمّنون «تشديدها على تغليب لغة الحوار والانفتاح والتسامح بين الاخوة السوريين من أجل وأد الفتنة في مهدها، والقيام بكل ما يعزز الوحدة الداخلية الوطنية بين جميع المواطنين السوريين على أساس المواطنة والعدالة للجميع».
وفي السياق ذاته، أكّد وليد جنبلاط التمسّك بالبيان الذي صدر خلال الاجتماع الاستثنائي في دار طائفة الموحدين الدروز، مشدّداً على ضرورة وقف إطلاق النار في السويداء للشروع بالمراحل التالية.
وشدّد على أنَّ «الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد للحفاظ على هيبة الدولة السورية وتلبية المطالب المشروعة لأبناء جبل العرب، وعلى ضرورة إطلاق حوار بين جميع المكونات الدينية والسياسية والطائفية برعاية الدولة».
واستنكر «أي تصريح يدعو إلى حماية دولية أو إسرائيلية»، ورأى أنّ «هذه الطروحات تشكّل مسّاً بسيادة سوريا وتاريخ السويداء الوطني والعربي»، داعياً إلى «وقف التصعيد ورفع الحصار عن المناطق المتضررة، والعمل الجاد لتفادي الانزلاق إلى مزيد من التوتر».
ولفت إلى أن «دروز سوريا جزء أصيل من النسيج العربي والوطني السوري، ولا يجوز إخراجهم من عروبتهم أو التعامل معهم كجسم منفصل عن محيطهم الطبيعي».
توازيا، دعا الحزب التقدميّ الاشتراكيّ الدولة السورية وأبناء السويداء والعشائر العربية للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار الذي هو أهم من أي اعتبارات أخرى وخصوصاً الثأر، من أجل أمن واستقرار ووحدة سوريا.
وطالب الحزب الدولة السورية بالعمل جديّاً على السيطرة على الوضع المضطرب وغير المستقر في محافظة السويداء وضع حد اللهجمات التي تشنّ على القرى الدرزية في جبل العرب، لقطع الطريق أمام مطالب الحمايات الدولية أو التدخّلات الإسرائيلية.
وقال إنّ تثبيت وقف إطلاق النار هو الباب للدخول إلى المرحلة الثانية أي الحوار السياسيّ من أجل اندماج محافظة السويداء بالدولة السورية وأجهزتها الرسمية.
واجتمع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ومشايخ راشيا مع وفد العشائر العربية في لبنان في دار إفتاء البقاع.
وقال النائب وائل أبو فاعور خلال اللقاء: «لا يمكن القبول بنشر الفتنة الداخلية بين العشائر العربية وبني معروف، وموقفنا يمكن أن يؤثر إيجاباً على الوضع في سوريا وكمال جنبلاط كان أول من طالب بإنصاف العشائر العربية وهذا عهدنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا».
بدوره، أشار المفتي علي الغزاوي إلى أنّ «لبنان لا ينبغي أن يكون ممراً لفتنة في سوريا وجماعتنا ستغلق أبواب الفتنة من أي كان».
أمّا رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان، قال: «نثني على المواقف المشرفة للزعيم الوطني وليد جنبلاط».
واتّفق المجتمعون على رفض الفتنة والعمل المشترك لمنع أي توترات.