اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكّد راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، أنّ 'من دون الأرض، أي عندما لا تعود الأرض لبنانيّة، لا يعود هناك وجود لبناني، لا لمسيحي فقط، بل لمسلم ومسيحي معًا. لذلك، قضيّة الأرض هي قضيّة إنسانيّة، وجوديّة، إيمانيّة، ودينيّة. إنّها قضيّة الإنسان'.
وأشار، خلال تمثيله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في العشاء السّنوي الّذي أقامته 'حركة الأرض'، إلى أنّ 'الله أَوجدنا على هذه الأرض الصّغيرة، لكنّها أكبر من وطن، كما قال عنها الباباوات. هذه الأرض الصّغيرة، الّتي قال عنها الرّبّ في العهد القديم لموسى: 'لا تطأ هذه الأرض، فهي وقف لي'. إنّها أرض مقدّسة، أرض فيها تاريخ، وفيها تفاعل بين الثّقافات والأديان. أرض قد اقتتلنا عليها وتناحرنا وتصارعنا، ولكن في الوقت نفسه، عشنا عليها كعائلة واحدة، من خلال المغفرة والمصالحة وبناء السّلام وبناء لبنان الجديد'.
وركّز المطران سويف على أنّ 'هذه الأرض هي للشّركة، لكي نتشارك فيها، ونعيش الشّركة بعيدًا من الأنانيّات الّتي انتحلت علينا. هناك شعوب كثيرة، لا نريد الإطالة في عرضها، لكنّها أهملت أرضها وهاجرت منها. وبعد ألفَي سنة، عادت لتفتّش عن لفيفة أرض'، داعيًا إلى أن 'ننتبه نحن اللّبنانيّين لما نفعل، لأنّ كلّ متر من الأرض يساوي تاريخًا وجغرافيًّا وذهبًا وثروات الدّنيا. أنا لا أتكلّم شعرًا، بل واقعًا يوميًّا ووجوديًّا'.
ولفت إلى أنّ 'بالنّسبة إلينا كمسيحيّين، الأرض هي الشّهادة. نحن لا نعيش على الأرض ولا نطالب بها حبًّا بالأرض، بل حبًّا بالشّهادة للمسيح وللإيمان، ولقيم كلمة الله الرّوحيّة والإنسانيّة'، مشدّدًا على أنّ 'تاريخنا هو تاريخ مقدّس، وقد استحضرنا ذكر البطريرك الطوباوي إسطفان الدويهي، وإن شاء الله سيعلن قدّيسًا قريبًا، فهو عرف قيمة هذه المسألة'.
كما اعتبر أنّ 'الأرض تعني الكرامة، نعيش عليها لنحافظ على كرامة الإنسان'، مشيرًا إلى 'أنّني أظنّ أنّ الوقت قد حان، أمام الرّبّ وأمام تاريخنا وأمام شبابنا، لنقول الحقيقة. وهنا الأزمة الكبيرة، فشبابنا يهاجرون هذه الأرض بحثًا عن عمل يوفّر لهم حياةً كريمة'.
وأكّد سويف أنّه 'حان الوقت لأن تكون هناك إدارة سليمة، حوكمة نزيهة، وشفافيّة في الحكم. فهذا الشّعب الصّغير على هذه الأرض الصّغيرة، عندما يعيش القيم الإداريّة والأخلاقيّة والضّميريةّ والدّينيّة، يصبح لبنان الرّقم واحد اقتصاديًّا واجتماعيًّا على مستوى العالم'.
وأوضح أنّ 'الأرض ليست فقط لكرامة الإنسان، بل هي أيضًا لكرامة لبنان. وكرامة لبنان في قلوبنا، وعلى رؤوسنا، وفي أيدينا. ولكلّ إنسان ضحى ويضحي لكي يبقى لبنان سيّدًا، حرًّا، أكثر من وطن... وطن الإنسان، وطن الحرّيّة، ووطن الرّسالة والمحبّة وبلاد السّلام'.











































































