محاولات لجعل بيروت "صديقة للبيئة"

كتبت إيفانا الخوري في 'نداء الوطن':

تتصدّر بيروت دول العالم لناحية الازدحام المروري، أما على صعيد التلوث بالهواء فإن أرقامها ليست أفضل. ويمكن القول إنّ الغيمة السوداء والصفراء التي تغطي سماء بيروت والتي تشاهد من الأعالي ترمز إلى حجم التلوث الذي يتنشقه القاطنون في عاصمة لا تعرف إلا الحياة.

وفيما يعاني المواطنون للوصول إلى أعمالهم يوميًا بفعل زحمة السير، وفيما تعلن غرفة التحكم المروري يوميًا صباحًا، ظهرًا، وبعد الظهر، وحتى مساءً عن ازدحام يشمل كل الطرقات، يواصل النقل المشترك العمل لتأمين تنقل الكثير من المواطنين على متن باصات تنقل عددًا أكبر وعبر خطوط تتوسع لتشمل أكبر عدد ممكن من المناطق.

واستدراكًا لحاجة العاصمة والبلد تخوض مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك تجربة جديدة عبر باصات صديقة للبيئة. وفي هذا الإطار يقول مدير عام مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد شيا في حديث لـ 'نداء الوطن' إن المصلحة استلمت أربع باصات تعمل على الطاقة الشمسية وهي باصات صديقة للبيئة. لافتًا إلى أن هذه الباصات ستدخل حيز العمل في بداية السنة المقبلة كأبعد تقدير على أن يكون عملها على خط بيروت – جبيل.

الباصات التي حصل عليها لبنان بتعاون مع الـ UNDP يعتبرها شيا مجموعة نموذجية صغيرة يمكن التأسيس عليها حيث تسعى مصلحة النقل المشترك إلى تحويل بيروت إلى عاصمة صديقة للبيئة طبعاً على صعيد النقل المشترك المعتمد فيها. وهو يلفت إلى أن الباصات في بيروت تتنقل في أماكن ذات اكتظاظ سكاني كبير وبالتالي فإنّ هذه المجموعة ستكون ضمن بيروت، من دون أن يخفي وجود طموح لتحويل كل الباصات التي تدور على الطرقات في العاصمة إلى باصات تعمل على الطاقة الشمسية سعيًا لتخفيف التلوث.

وفي سياق غير منفصل، يكشف شيا أنه وخلال عشرة أيام كحد أقصى سيتسلم لبنان حوالي ثلاثين باصًا من دولة قطر تعمل كلّها على الديزل. ومن المتوقع أن تدخل تباعاً العمل على الخطوط بعد إتمام الدراسة اللازمة لذلك لتحديد المسارات التي ستتبعها والمناطق الأكثر حاجة لها، على أنّ التوسعة لن تكون كبيرة للغاية لأنّ عدد الباصات لا يتجاوز الـ 30.

التحسينات التي تطرأ على قطاع النقل المشترك في لبنان يبدو أنها تلقى استحسان المواطنين حيث يستمر عدد الأشخاص الذين يعتمدون على باصات الدولة في يومياتهم بالارتفاع ويقول شيا في هذا الإطار إنّ عدد الذين يستخدمون النقل المشترك تجاوز السبعة آلاف يومياً.

وفي سياق غير منفصل، ولأن حرية التنقل هي حق للجميع، كان عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة قد طلبوا من 'نداء الوطن' نقل طلبهم بتخصيص محطات انتظار مؤهلة لتواجدهم تسهل عليهم ركوب الباصات المجهزة أصلاً بما يسمح لهم بالتنقل.

وفي هذا الإطار لفت شيا إلى أن هذا الأمر يتطلب متابعة يومية مع البلديات والعمل على ذلك مستمر.

ولا ينفي شيا أن العمل كثير إلا أنّ تفعيل التعاون مع جميع الوزرات والإدارات والنقابات مستمر على قدم وساق. وذلك من أجل الخروج بخطة نقل عام تلبي حاجات المواطنين وترتقي بمستوى النقل في لبنان.