اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
يحتلّ لبنان مكانة بارزة في أجندة الفاتيكان، في ظل الاهتمام الدولي بالوضع السياسي والاجتماعي في البلاد، وتحدياته الاقتصادية والإنسانية المتعددة. ويتركز الاهتمام بشكل خاص على زيارة البابا لاوون الرابع عشر المرتقبة، التي ينظر إليها كثيرون على أنها فرصة لدعم الاستقرار وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف اللبنانية، إضافة إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون. وتثير هذه الزيارة ترقبًا واسعًا على المستويين الرسمي والشعبي، وسط أمل في أن تكون منصة لتعزيز السلام والوحدة الوطنية.
ورغم كل محاولات التشويش على زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، والإيحاء بتأجيلها أو حتى إلغائها، لا تزال، حتى الساعة، قائمة في موعدها المحدّد بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول، والتحضيرات مستمرة بالتنسيق بين السلطات الكنسية في كلّ من لبنان والفاتيكان، إلا إذا طرأ أمر خارج عن إرادة الطرفين، وذلك بحسب ما أفاد مصدر كنسي لـ “نداء الوطن”.
وكان قد صدر عن مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم أنه “نأمل من جميع المؤسسات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع عدم التداول بأي خبر أو صورة أو شعار أو معلومات تتعلق بزيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان ما لم تكن صادرة عن المراجع الرسمية من خلال المركز الكاثوليكي للإعلام، فإقتضى التوضيح”.
سلام في الفاتيكان
على خط موازٍ، استقبل الحبر الأعظم في الفاتيكان، رئيس الحكومة نواف سلام، في زيارة وصفها بيان مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي بأنها “ودية”. وقال البيان إنّ الطرفين أكدا على العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين، وعلى زيارة البابا المرتقبة إلى بيروت، كما تناولا “الآمال التي يعلقها الشعب اللبناني على عملية الإصلاح واستقرار البلاد”، إضافة إلى “الأمل المشترك في تحقيق السلام الشامل في بلاد الشام قريبًا”.
أما سلام فذكر في منشور عبر “اكس”، أنّه أكد للبابا أنّ اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم يتطلعون إلى زيارته بفرح، وشدّد على أنّ وحدة لبنان وسيادته وحريته حق لجميع أبنائه، وأنّ السلام في المنطقة لن يقوم إلا على العدل.
سلام وخلال زيارته، التقى أيضًا، أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وكاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بدروس الـ21 ميناسيان.
كما زار رئيس الحكومة المدرسة المارونية في روما، والمعهد الماروني المريمي في دير مار أنطونيوس الكبير، وجال في مكتبة المعهد المريمي.
كذلك، زار سلام، يرافقه سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فادي عساف وسفيرة لبنان لدى الجمهورية الإيطالية كارلا جزار، المعهد الحبريّ المارونيّ في روما، حيث استقبله رئيس المعهد المونسنيور جورج أبي سعد برفقة الكهنة الدارسين في روما.
وفي ختام الزيارة، قدّم المونسنيور أبي سعد هديّتَين تذكاريّتَين تخليدًا لهذه المناسبة: الأولى مجسّم للبطريرك الحويّك الذي ساهم في إعلان دولة لبنان الكبير، وسعى إلى بناء المعهد الحبريّ المارونيّ الحالي في روما، والثانية ميداليّة تحمل شعار البطريركيّة المارونيّة والعذراء مريم، كرمزٍ لهذه الزيارة. أمّا الرئيس سلام، فقد قدّم بدوره مجسّمًا لمجلس النواب اللبنانيّ كهديةٍ تذكاريّة للمعهد الحبريّ.
أبي المنى يرحّب بزيارة البابا
من جانب آخر، أثنى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى على “الخطوات الآيلة إلى تجسيد رسالة لبنان الحضارية”، مشيراً في هذا الإطار إلى “أهمية زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر المقررة إلى لبنان، بما يمثل من رمز عالمي وروحي، تأكيداً على مميزات لبنان الحضارية وعلى التلاقي والحوار”. ورأى أن “إسرائيل تمارس شتى أنواع التهويل الإعلامي والسياسي والعسكري بهدف الضغط على لبنان، ومنع إعادة الإعمار فيه والقبول بالشروط المفروضة عليه، وكل ذلك يتطلب في المرحلة الراهنة تماسكاً داخلياً، ورؤية موحدة بين القوى اللبنانية، وتفعيل دور الدولة، بدلاً من انتظار الظروف الخارجية”.











































































