اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم ناصر شرارة
لا يوجد ضمانة حاسمة بأن القصف الأميركي على فوردو سيكون آخر ضربة في الحرب بين طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة ثانية.
قد تكون ضربة فوردو مخرجاً لتسوية. وانسياقاً وراء نظرية المؤامرة يمكن المغامرة والقول أن ترامب قام بما طلبه منه نتنياهو وهو ضرب فوردو؛ وبالمقابل لم ترد إيران – حتى الآن – على ضرب فوردو بضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، بل اكتفت بالرد على الضربة الأميركية بتزخيم ضرباتها لإسرائيل.
ثمة أسئلة تحتاج لايضاحات وأجوبة: لقد حدثت الضربة الأميركية لإيران بعد ساعات من لقاء وزير خارجية إيران عرقجي بالرئيس التركي أردوغان ووزير خارجيته حقان فيدان. كانت زيارة عرقجي حدثت على خلفية أن ترامب طلب تنظيم لقاء بينه أو بين نائبه ورئيس إيران بزيكشيان في أنقرة؛ وقيل أن إيران رفضت؛ وخلصت المحاولة عند صيغة ذهاب عرقجي ليسمع من تركيا ماذا يوجد عند ترامب من جديد.
واللافت أنه في داخل أجواء الحراك التركي مع إيران الذي جرى بتشجيع أميركي، جرت الضربة الأميركية لمواقع المنشآت النووية الإيرانية. هل هذا التزامن كان الخديعة الأميركية رقم ٢ لطهران حيث يتم دعوتها للتفاوض ثم تفاجأ إيران بهجوم مباغت؟؟.
.. ولكن بالمقابل هناك سؤال مغاير ويحتاج لايضاحات؛ وهو هل زيارة عرقجي لتركيا التي لها دور وساطة بنفس أميركي كانت بداية المخرج الذي استكمل بضربة أميركية لفوردو توصلاً لخطوة أخرى تتبعها؛ وهي إعلان وقف للنار وعودة المفاوضات؟؟.
إذا لم ترد إيران على القصف الأميركي بقصف القواعد الأميركية في الخليج؛ فهذا يعني أن قصف فوردو لم يحصل من خارج صفقة لقاء عرقجي في تركيا مع أردوغان وفيدان حقان.. وإذا تم الاكتفاء بمشهد الرد الإيراني على ضربة فوردو بضرب إيران لإسرائيل، فهذا قد يعني أن الطريق إلى وقف النار ومن ثم فتح باب لتجديد التفاوض مجدداً أصبح قاب قوسين أو أدنى.
أما الاحتمال الثالث فهو أن يتوقف دور أميركا المباشر والعملياتي في هذه الحرب؛ لتبدأ الحرب الإسرائيلية الإيرانية طويلة الأمد، حيث تصبح إسرائيل في حربها مع إيران مثل أوكرانيا على أيام بايدن؛ أي دولة تقاتل إيران حتى النهاية بدعم سخي من أوروبا والغرب وواشنطن؛ وتصبح إيران في حربها مع إسرائيل مثل روسيا دولة تقاتل العالم الغربي كله من خلال مواجهتها مع إسرائيل.
هناك خشية من أن تتحول حرب إيران – إسرائيل إلى حرب الشرق الأوسط طويلة المدى وغير القابلة للحل؛ كما أصبحت حرب أوكرانيا – روسيا حرب أوروبا طويلة الأمد وغير القابلة للحل.