اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يسود نوع من الحذر في أوساط المراقبين المتابعين للوضع الإسرائيلي؛ ومرد ذلك يعود لشعور بأن كلاً من نتنياهو وترامب يقومان بمناورة خديعة كتلك التي نفذاها قبيل هجوم إسرائيل فجر ١٣ حزيران الماضي على إيران.
تورد هذه الأجواء عدة معطيات لتبرير سبب حذرها بخصوص أن نتنياهو يخفي شيئاً ما، ويحضر بالخفاء لضربة عسكرية أو أمنية كبيرة ستلفت إليها الأنظار وتقلب الطاولة وتخلط الأوراق.
من هذه المعطيات قيامه قبل أيام باصطحاب مسؤولي الموساد والشاباك إلى محكمة العدل العليا ليطلبا منها وقف محاكمة نتنياهو لأسبوع على الأقل كون هناك تطور هام سيشغله خلال الأيام المقبلة.
بعد هذا الطلب الأمني من المحكمة برز سؤال عن طبيعة هذا التطور الذي سيشغل نتنياهو؛ خاصة وأن الحديث عنه جاء من أعلى مستوى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
وبعد فترة قصيرة من شيوع خبر طلب مسؤولي الموساد والشاباك من المحكمة تجميد محاكمة نتنياهو؛ أعلن مكتب الأخير أن الوزير دريمر الذي يعتبر وزير الخارجية غير المعلن سيذهب لواشنطن كي يمهد لزيارة نتنياهو إليها، حيث يفترض أن تحمل هذه الزيارة تطورات على مستوى التوصل لوقف نار جزئي في غزة مقابل استرداد عدد من الأسرى الإسرائيليين.
وتم النظر إلى هذا الخبر على أنه أماط اللثام عن طبيعة التطور الذي سيشغل نتنياهو؛ ولكن مصادر أخرى لم تستبعد أن نتنياهو يكرر نفس لعبة التضليل التي قام بها عشية ضرب إيران، حيث أوحى أنه مشغول بزفاف نجله وبأمور سياسية داخلية؛ وتواطأ معه حينها ترامب حينما أوحى أنه ينتظر رد إيران على المشاركة في الجولة السادسة من المفاوضات، بينما كان البيت الأبيض ينتظر فعلياً بدء الضربة الأولى لإسرائيل على إيران لتكون الضربة الثانية أميركية.
وترشح هذه المصادر أن يكون نتنياهو يحضر لمفاجأة عسكرية أو أمنية في اليمن؛ خاصة وأن وزير الدفاع كاتس كان طلب مؤخراً من الجيش إعداد خطة بشأن اليمن!!.
ولا تستبعد هذه المصادر احتمال آخر وهو توجيه ضربة أمنية أو عسكرية جديدة لإيران؛ رغم أن هذا الاحتمال ضعيف كونه سيحفز طهران على الرد على إسرائيل؛ مما يعيد الأمور لنقطة الصفر على مستوى تجدد التقاصف بين الطرفين؛ وهو أمر صحيح أنه أصاب إيران بأضرار جسيمة ونوعية إلا أنه أيضاً أصاب إسرائيل بخسائر غير متوقعة لجهة ضخامتها (الخسائر المباشرة ١٢ مليار دولار)..
بقي هناك ميدان آخر قد يشهد مفاجأة عسكرية أو أمنية كبيرة إسرائيلية وهو لبنان.
بكل حال هناك أسبوع من الترقب الحذر؛ وبنهايته سيتبين ما إذا كان ترامب يحضر مفاجأة لنتنياهو بحيث يأخذه من يده لهدنة في غزة، أو ما إذا كان نتنياهو أقنع ترامب بالتواطأ معه ليضلل ميداناً معيناً يحضر 'بيبي' لاستهدافه عسكرياً؟!