اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
…خاص الهديل
كتب بسام عفيفي
تعتبر المديرية العامة للأمن العام اللبناني التي تأسست بعد عامين من استقلال لبنان هي ذاكرة بلد الأرز والأرشيف الذي واكب بالمتابعة والسهر كل الأحداث التي جرت في لبنان منذ استقلاله، وكل الحيويات السياسية والثقافية والاجتماعية التي نشأت بين ظهرانيه؛ إن الأمن العام اللبناني هو بحق أضخم مؤسسة رسمية تجمع بين تلبية احتياجات الشأن المدني للناس وبين احتياجات الشأن الأمني للدولة والمجتمع.. والواقع أن المديرية العامة للأمن العام اللبناني هي مؤسسة تحتاج لإعادة تعريف نظراً للتطور الذي يحصل على مستوى توسع أهمية موقعها داخل الدولة وأهمية دورها بالنسبة للمواطنين وتوجهاتها كثقل نوعي في حماية الأمن الوطني والسياسي والمدني للبلد.. فهذه المديرية العامة من دون غيرها تقريباً صمدت كمؤسسة للدولة رغم كل ما مر على الدولة في لبنان من وهن وضعف؛ وخدمت كرافعة جبارة لتسهيل شؤون المواطن في أكثر قطاعات الدولة حيوية وفي أكثر المجالات ذات الصلة بشؤون حياة المواطن المهمة.
وعلى عكس ما يعلق بمديريات الأمن العام – بشكل عام – حول العالم من شبهة أنها أمن مجرد؛ فإن المديرية العامة للأمن العام اللبناني هي نظرة وطنية واجتماعية ومواطنية للشأن الأمني وليس العكس..
قد يكون المجال هنا لا يتسع للحديث عن المديرية العامة للأمن العام اللبناني لناحية أنها تقدم نفسها بوصفها مفهوماً جديداً وحضارياً لدور الأمن وخدمات المؤسسة الرسمية داخل الدولة والمجتمع… واليوم تقف المديرية العامة للأمن العام بظل مرحلتها الجديدة مع اللواء حسن شقير ومعه كل طاقمها، على شرفة تطل على أفق واعد وذلك بغير اتجاه؛ ولعل الاتجاه الأول بينها هو اتجاه الشفافية القصوى ليس فقط على مستوى نظافة الكف بل أيضاً على مستوى نظافة السريرية الوطنية والمؤسساتية وعلى مستوى تقديم إنتاجية نظيفة كفوءة سواء على مستوى الخدمات أو الأمن أو التطوير والتحديث. فالأمن العام اليوم هو امتداد أمين لمفهوم الدولة كسلطة قانون ومؤسسات؛ وهو أيضاً تعبير عن وجود الدولة الإيجابي داخل المجتمع وهو إلى ذلك مشروع طموح لتطوير الذات وتحديث آليات وأنماط العمل بداخل مؤسسة عمرها من عمر لبنان.
لا شك أن المديرية العامة للأمن العام التي يحتفل كل لبناني اليوم بعيدها السنوي المديد، يتوقع الجميع منها أن تستمر بكونها رائدة في إعطاء المثل الساطع والدليل العملي على أن لبنان دخل فعلاً مرحلة انتاجية ووطنية ومؤسساتية جديدة، وذلك في ظل الأمل الذي أعطاه بدء عهد الرئيس جوزاف عون وفي ظل تعاظم حيويات برلمانه الذي هو أم السلطات، وفي ظل حكومته الحالية.. مدرية الأمن العام تحقق كل يوم خطوة إلى الأمام، وتبني في كل يوم بيئة آمنة داخل المجتمع وأيضاً تثبت في كل يوم أن العمل الفعال والمنتج هو فعل وطني يلفظ ويتجاوز الأنانيات والاستعراضات وصرف الوقت بالمكياج على حساب أصل الصورة الناصعة..
مبارك عيد المديرية العامة للأمن العام؛ مبروك عليها مرحلة الشفافية القصوى التي تزينها؛ ومبروك عليها إنجازاتها التي تولد مع فجر جديد خدمة للوطن والمواطن .. وبيقين ثقة الواثق يثق المواطن أن المديرية العامة للأمن العام ستحقق في المدى المنظور والمتوسط في ظل قبطانها الريادي قفزات جبارة نحو التطور.. نحن كإعلام وكمواطنين نرى وننتظر ونواكب وسنسير مع مشوار نجاح هذه المؤسسة المحببة لقلوب كل اللبنانيين.