اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في ظلّ المؤشرات الإيجابية لناحية التمسّك بضرورة التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وهو ما أكّده رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في تصريحاته الأخيرة، وسط تهديدات إسرائيلية مكثفة وقلق من إعادة بناء حزب الله قدراته العسكرية، ونية لرفع وتيرة الاستهدافات في المرحلة المقبلة، مستندةً إلى موقفٍ أميركي داعم.
هذا الموقف سيحضر اليوم في مباحثات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع وفد وزارة الخزانة الأميركية برئاسة جون هيرلي، الذي استبق زيارته إلى بيروت بالقول: 'لا ازدهار ولا أمن في لبنان إلّا بنزع سلاح حزب الله وقطع التمويل الإيراني عنه.'
وفي لحظة إقليمية بالغة الخطورة، يجد لبنان نفسه أمام مفترق دقيق بين التمسك بخيار التفاوض كوسيلة لحماية حدوده وتثبيت وقف إطلاق النار، وبين الاتهامات التي تسعى إلى تصوير هذا الخيار على أنه خطوة نحو التطبيع أو تنازل عن الثوابت الوطنية، والتي استدعت موقفاً رسمياً متماسكاً أعاد التأكيد على أنّ التفاوض عبر الآلية الدولية المعروفة بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار 'الميكانيزم'، بالقول إنّه مسار سيادي يرعاه اتفاق دولي يحظى بإجماع الدولة ومؤسساتها الدستورية.
وقال مصدر سياسي بارز لـ'الأنباء الكويتية': 'ينطلق الموقف الرسمي اللبناني من قراءة دقيقة لموازين القوى الدولية والإقليمية، ومن فهم واقعي لطبيعة المرحلة التي فرضت إدارة النزاع مع إسرائيل من داخل الأطر الدبلوماسية لا خارجها. والآلية الدولية التي وضعت بإشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا لا تشكل باباً للتطبيع، بل وسيلة تقنية لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر 2024، والذي نص على التزامات متبادلة لم تلتزم إسرائيل بمعظمها حتى الآن'.
ورأى المصدر أنّ ما يميز الموقف اللبناني الحالي هو 'الانسجام الكامل بين الرئاسات الثلاث حول هذا الخيار، ما يمنح الدولة قوة تفاوضية متقدمة ويقطع الطريق أمام أيّ محاولات لاستفرادها أو شق صفها الداخلي، وأنّ التمسك بالآلية لا يعني قبولاً بالشروط الإسرائيلية أو الأميركية، بل هو تأكيد على أنّ لبنان، برئاسته وحكومته ومجلسه النيابي، يتحدث بصوت واحد دفاعاً عن حقه في السيادة والاستقرار'.
كما أكد النائب نزيه متى في حديث إلى 'الأنباء الكويتية'، أنّ 'التفاوض مع إسرائيل واجب وطني لا بد منه لتحرير الأرض واستعادة السيادة، لا سيما أنه سبق للبنان أن خاض تجربة المفاوضات غير المباشرة معها عبر الوسيط الأميركي السابق آموس هوكشتاين، ووقّع بنتيجتها في تشرين الأول 2022 اتفاقية ترسيم الحدود البحرية. واليوم نحن أمام فرصة جديدة للتفاوض معه من جديد عبر لجنة الميكانيزم مع إضافة عناصر مدنية إليها، بمعية الأميركي الراعي الأول لاتفاقية وقف إطلاق النار'.
الأيام المقبلة حاسمة
بدورها، لفتت مصادر دبلوماسية عبر 'الأنباء الإلكترونية' إلى أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في بلورة المشهد الداخلي، على وقع الجدل الذي أثاره كتاب حزب الله الأخير، والذي رسم معالم المرحلة المقبلة، مؤكداً رفضه لأيّ تنازلٍ تحت الضغط الإسرائيلي، وهو ما قد يدفع بإسرائيل إلى تكثيف هجماتها وتوسيع رقعة الاستهدافات.











































































