اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٦ أذار ٢٠٢٥
نور نورالدين
يصيب مرض التصلب المتعدد (MS)، وهو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى إعاقته في كثير من الأحيان، ما يقرب من 2.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج، فإن التحكم في تطور المرض يمثل أولوية قصوى للمرضى واختصاصيي الرعاية الصحية على حد سواء.
ولكن ماذا لو كان من الممكن إبطاء تطور هذا المرض ببساطة عن طريق تناول الأسماك؟ هذه هي الفرضية التي طرحها باحثون سويديون في دراستهم التي نشرت حديثاً في مجلة Neurology Neurosurgery & Psychiatry.
ما التصلب المتعدد؟
التصلب المتعدد هو حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الغمد الواقي (المايلين) المحيط بالألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي ذلك إلى تعطيل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل التعب والخدر وضعف العضلات ومشاكل في التوازن.
عادةً ما يتطور المرض على مراحل ويمكن أن يتفاقم مع مرور الوقت، ما يجعل التعامل المبكر والفعال مع المرض أمراً بالغ الأهمية.
السمك يغذي الدماغ
تشير الدراسة الحديثة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالأسماك الدهنية، مثل السلمون والسردين والماكريل والتونة، قد يساعد في إبطاء تقدم مرض التصلب العصبي المتعدد. وتحتوي هذه الأسماك على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية المعروفة بتأثيراتها القوية المضادة للالتهابات وفوائدها لصحة الدماغ.
ووفقاً للدراسة، أظهر الأشخاص المصابون بالتصلب المتعدد الذين تناولوا السمك مرة أو مرتين على الأقل أسبوعياً علامات على تباطؤ تطور المرض وقلة الانتكاسات مقارنةً بأولئك الذين نادراً ما يتناولون السمك.
تساعد أوميغا 3 في تقليل الالتهابات، وتدعم سلامة الخلايا العصبية، وقد تعزز إعادة الميالين عملية إصلاح الأغطية العصبية التالفة. وهذا الأمر مهم بشكل خاص في مرض التصلب العصبي المتعدد، حيث يهاجم الجهاز المناعي ويزيل الميالين. وبالإضافة إلى أوميغا 3، تُعد الأسماك مصدراً لفيتامين D والسيلينيوم، وهما عنصران مغذيان آخران مرتبطان بتنظيم المناعة والحماية العصبية.
إن تناول السمك هو تغيير صغير وواقعي يمكن للأشخاص في جميع أنحاء العالم إدخاله في نمط حياتهم. سواء كنت تعاني من مرض التصلب العصبي المتعدد أو ببساطة من أجل دعم صحة الدماغ، فإن إضافة الأسماك الدهنية إلى وجباتك قد تكون خطوة ذكية. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن النظام الغذائي هو استراتيجية تكميلية، وليس بديلاً عن العلاج الطبي.