اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
أحيت فرقة الفنطاس للفنون الشعبية أمسية استثنائية في مجمع الأفنيوز، حيث دقت طبولها وأهازيجها ناشرة أجواء من الفرح، وتفاعل معها الحضور بحماس كبير، في مشهد جسد التواصل الحي بين الجمهور والتراث الكويتي الأصيل، وجاءت مشاركة الفرقة ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته السابعة عشرة، الذي يقام برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ليكون الجمهور الكويتي على موعد مع تجربة فنية مميزة أعادت للأذهان ملامح الماضي بروح متجددة تناسب الحاضر.
وقدّمت الفرقة باقة متنوعة من الألوان الشعبية التي تعتبر جزءاً أصيلاً من الذاكرة الكويتية، منها العرضة والسامري والفريسني والمجيلسي وفن الصوت، إلى جانب الفنون البحرية والبرية التي ارتبطت ببيئة الكويت وموروثها الثقافي، وتجلى الإبداع في الأداء الجماعي الذي جمع بين الأغنيات العاطفية والوطنية، بينما تمازجت الأصوات العذبة مع إيقاعات «الطار» وأنغام الكمان، لتصنع لوحة فنية متكاملة تركت أثراً عاطفياً وجمالياً في نفوس الحاضرين.
الحفاظ على التراث
وفي تصريح صحافي، أكد رئيس الفرقة نجيب المزيعل أن مشاركة «الفنطاس» في المهرجان تأتي ضمن رسالة واضحة تهدف إلى الحفاظ على التراث الشعبي الكويتي، ونقله إلى الأجيال الجديدة بروح معاصرة، مضيفاً أن الفرقة تحرص دائماً على تقديم عروض تمزج بين الأصالة والتجديد، بما يضمن استمرارية هذا الفن وتواصله مع مختلف الشرائح.
وشدد المزيعل على أن «صيفي ثقافي» يعتبر منصة مهمة لتسليط الضوء على الفنون الشعبية وإعادة تقديمها بأسلوب جذاب يبرز قيمتها الفنية والتاريخية، مشيراً إلى أن تفاعل الجمهور مع عروض الفرقة يؤكد تعطش المجتمع لمثل هذه الفعاليات التي تحيي التراث وتربطه بالحياة اليومية، وتسعى «الفنطاس»، من خلال مشاركاتها المستمرة محلياً وخارجياً إلى تقديم صورة مشرقة عن التراث الكويتي، والتأكيد على أن الفنون الشعبية ما زالت قادرة على أن تعيش وتنتشر رغم تغير الأجيال.
الألعاب الإلكترونية
من جانب آخر، أكدت مؤسسة ومديرة برامج صناعة الألعاب الإلكترونية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أميمة السعد، أن نجاح المعسكر البرمجي المكثف في صناعة الألعاب الإلكترونية يشكِّل محطة مهمة لتعزيز حضور الشباب الكويتيين في هذه الصناعة العالمية الواعدة.
وأضافت السعد، خلال حفل الختام، أن المشاركين، البالغ عددهم 85، تدرَّبوا على مدى ثمانية أيام على محاور متنوعة، شملت: تطوير الألعاب باستخدام المحركات العالمية، وتصميم الألعاب، وابتكار موسيقاها، وكتابة ملفات التصميم والعروض الاستثمارية، إضافة إلى استراتيجيات تحقيق الإيرادات، بإشراف نُخبة من المختصين والخبراء.
وأعربت عن الفخر «بما حققناه في هذه النسخة، فقد لمسنا شغف الشباب الكويتيين، وإبداعهم في صناعة الألعاب الإلكترونية، وهذا النجاح سيكون منطلقاً لدورات أكثر تطوراً في المستقبل ببرامج أوسع وأدوات أحدث تواكب التغيُّرات العالمية في هذا القطاع».
وذكرت أن المجلس يُولي اهتماماً خاصاً بمُحبي الألعاب الإلكترونية والرياضات الرقمية، باعتبارها أحد أشكال الثقافة والفنون الجديدة التي تعكس روح العصر، مؤكدة أن الاستثمار في هذه المجالات يُسهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي، ويفتح فرصاً واعدة للشباب الكويتيين على المستويين المحلي والدولي.
وأوضحت أن المجلس عمل خلال السنوات الماضية على تنظيم مجموعة من الفعاليات المتخصصة، التي هدفت إلى دعم المواهب الشابة، وصقل مهاراتهم في هذا المجال، منها «تحدي الألعاب الإلكترونية» في نسختين متتاليتين.
وبينت أن المجلس جمع خلال هذا التحدي عشرات الفرق الشبابية، التي تنافست في تصميم وتطوير ألعاب مبتكرة، مقدماً لهم منصة لإبراز طاقاتهم الإبداعية، وتشجيع روح العمل الجماعي والتفكير الابتكاري، وقد شكَّل هذا التحدي رافداً مهماً لاكتشاف مواهب جديدة قادرة على المنافسة إقليمياً وعالمياً.
وأشارت إلى فعالية «إكسبو الألعاب الإلكترونية التي صنعت في الكويت»، التي أُقيمت أول أغسطس الجاري في مجمع الأفنيوز، واستعرضت مجموعة من الألعاب الإلكترونية صمَّمها شباب الكويت بطُرق مبتكرة تعكس الهوية العربية والقيم الأصيلة، ما أتاح الفرصة لزوار المجمع لتجربة الألعاب والتفاعل معها ومع مطوريها.
ويأتي المعسكر البرمجي ضمن فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 17»، الذي ينظمه المجلس خلال فترة الصيف، ويقدم باقة من الفعاليات والبرامج الثقافية والفنية والترفيهية التي تلبي اهتمامات مختلف الفئات العُمرية، وتمنح الشباب على وجه الخصوص فرصاً لإبراز مواهبهم وتطويرها.