اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
تستمر «والت ديزني» في إحياء سلسلة الخيال العلمي Tron، التي صدر الجزء الأول منها قبل أربعة عقود، عام 1982، وصدر الجزء الثاني عام 2010 بعنوان Tron: Legacy، ليأتي فيلم Tron: Ares هذه المرة بتغييرات كبيرة في القصة، والحبكة، والممثلين، والمؤثرات البصرية، وبعض هذه التغييرات كان إيجابياً، ولكن معظم التغييرات الأخرى لم تؤتِ ثمارها المطلوبة لينافس الجزأين الأولين.
وكانت السلسلة التي ابتكرها المخرج ستيفن ليزبيرجر منذ بدايتها تدور أحداثها في «الشبكة» التي اخترعها المبرمج، ورجل الأعمال مايك فلين، يؤدي دوره في جميع الأجزاء النجم الشهير جيف بريدجر، وداخل الشبكة تنبض الكيانات الرقمية بالحياة، مثلها مثل البشر، لديها أحاسيس وأهداف، وطموحات، ويجد فلين طريقة للدخول في هذه «الشبكة» لأهداف تتعلق بحماية شركته والإنسانية من الكيانات الرقمية التي تحاول التمرد، ومن شركة دالنجر التي أيضاً تحاول السيطرة على الشبكة.
وسجل الجزآن الأولان نجاحاً كبيراً سواء على مستوى الإيرادات أو المستوى الفني، وحافظ المخرج جوزيف كوزينسكي على تراث السلسلة وإثارتها في الجزء الثاني Tron: Legacy، خصوصاً في ما يتعلق بالأحداث داخل الشبكة ومسابقات التحدي التي تتم داخلها.
إلا أن الجزء الثالث Tron: Ares اختار طريقاً آخر، وهو استدعاء الكيانات الرقمية للدخول إلى العالم الواقعي، حيث تدخل شركتا ENCOM و دالينجر في سباق محموم لإيجاد الطريقة التي تمكنهم من تحويل الكيانات الرقمية إلى الحياة الواقعية، ولكن بأهداف مختلفة.
حيث تسعى إيف كيم، تؤدي دورها جريتا لي، المديرة التنفيذية لـ ENCOM للحصول على البرمجة التي تمكنهم من تحويل الكيانات الرقمية بشكل دائم إلى كيانات حقيقية، لكنها تسعى لفعل ذلك لهدف نبيل، كتحويل المناطق القاحلة إلى زراعية، أو اكتشاف سبل مقاومة الأمراض، وغيرها من الطرق السلمية والإنسانية.
بينما يطمح جوليان دالينجر، يؤدي دوره إيفان بيترز، المدير التنفيذي لشركة دالينجر، أن يستحوذ على البرمجة لأهداف أخرى تتعلق بصناعة الأسلحة، والجيش الإلكتروني الذي يمكن الاستغناء عنه، وكذلك الجندي المثالي، الذي هو في هذه الحالة آريس، يؤدي دوره النجم جاريد ليتو، والذي صنعه جوليان كذكاء رقمي يمكنه أن يؤدي المهام المطلوبة منه رفقة كيانات رقمية أخرى خارقة وبعقلية اصطناعية أمنية.
ولكن آريس تظهر عليه لمسات إنسانية في شخصيته الرقمية، يتعاطف مع الآخرين من جنسه، ويرفض بعض الأوامر من مخترعه، ويبحث عن طريقة لعيش حياة واقعية، مما يجعله في مواجهة مع مخترعه جوليان من جهة، وعلى علاقة صداقة مع إيف كيم من جهة أخرى.
فشل في الارتقاء
ورغم احتفاظ الفيلم ببعض مميزات السلسلة الأصلية، كألوان النيون، ومشاهد الحركة الجيدة التي تحدث في الليل دائماً، وموسيقى الثمانينات، فإنه فشل في الارتقاء إلى مستوى ابتكار الجزء الأول، أو حتى حبكة الجزء الثاني، فالقصة تبدو فكرتها جيدة، ولكن التنفيذ والشخصيات كانا أقل من مستوى الفيلم، باستثناء جاريد ليتو الذي استطاع تقمص الشخصية الرقمية الخالية من المشاعر في بدايتها، ثم شيئاً فشيئاً يبدأ في التعرف على الحياة، والوفاء، والصداقة، والكذب، والخداع، بل وحتى الكرامة.
ولكن الفيلم لم يكن بمستوى ضخامة الإنتاج التي كلفت 180 مليون دولار من ميزانية شركة والت ديزني، ورغم دخوله بشكل جيد الأسبوع الأول وتحقيقه 60 مليون دولار عالمياً، فإنه لا يبدو أنه سيذهب بعيداً، ولن يحقق إيرادات مضاعفة لميزانيته.
ووجدت «نيويورك تايمز» أن الفيلم يتفوق على الجزء الثاني Tron: Legacy. وقالت الصحيفة: «إنه أكثر متعة، ومفهوم بشكل أكثر من فيلم Tron: Legacy»، وأثنت على أداء جاريد ليتو الذي «أظهر مستويات لا تضاهى من الكاريزما».
إلا أنها انتقدت أفلام هوليوود التي تتناول الذكاء الاصطناعي بشكل عام، ومنها سلسلة ترون بأحدث إصداراتها، فمن خلال هذه الأفلام «لم نشهد محاولة سينمائية حقيقية لتمثيل نوع الذكاء الاصطناعي الذي نعرفه جميعاً»، فالنماذج التي نعرفها لغوية مثل ChatGPT وغيرها، هي نماذج لا تفكر، بل مصممة لترضينا فقط، ولكن تكمن خطورتها في «كيفية إغرائنا لتخطي عملية التفكير»، وهذا بحد ذاته خطر على الإنسان، وعلى البشرية، والاستدامة، وهو موضوع يستحق بعضاً من التركيز في هوليوود، بدلاً من التركيز على الذكاء الاصطناعي العنيف والمتمرد، والذي يبدو في كثير من الأحيان غير واقعي وغير معروف لنا.
يفتقد للتشويق
وشبهت «وول ستريت جورنال» الفيلم بفيلمي Terminator الجزأين الأولين، ولكن بطريقة نقدية وساخرة، فهو يقدم فكرة شبيهة باستقدام روبوت من المستقبل، لكنه يأتي من الشبكة الحاسوبية، مع الممثلة جريتا لي، بدور يشبه دور سارة كونور، لكنه بالطبع يفتقد «التشويق، والخوف، والحوارات الذكية» التي كانت تميز الجزأين الأولين من Terminator.
خطوات جريئة
من جهتها، احتفت مجلة هوليوود ريبورتر بالفيلم، وبأداء بطل الفيلم جاريد ليتو، واصفةً إياه بالأداء «الهادئ بشكل يبعث على الانتعاش»، وكيف أضاف من خلال دوره لمسات عاطفية، ولقطات فكاهية بين الحين والآخر. وأشادت المجلة بتصميم الفيلم الذي استطاع تكريم القصة الأصلية، وكذلك أشادت باتخاذهم خطوات جريئة إلى الأمام في تطوير القصة وإضافة الشخصيات.
انتقادات لاذعة
كانت الصحف البريطانية أكثر حدة في نقد الفيلم، حيث جاءت تقييماته بواحد من خمسة في «الغارديان»، و«الإندبندنت»، وكذلك «التليغراف»، ووصفته «الغارديان» في مراجعتها بالفيلم «الممل للغاية».
من جانبها، قالت «التليغراف» إن الفيلم «سيئ للغاية لدرجة أنه يجعلك تتمنى لو أن الذكاء الاصطناعي يسارع بتدمير هوليوود». وأضافت: «فيلم فوضوي مليء ببعض أكثر الشخصيات فقداناً للجاذبية على الإطلاق في فيلم يفترض أنه من الأفلام ذات الإنتاج الكبير».
بدورها، أكدت «الإندبندنت» رأيها في الفيلم بعنوان «أسوأ فيلم لهذا العام وانحدار جديد لديزني»، مضيفةً أنه أسوأ أجزاء سلسلة ترون، ومكتوب بشكل سيئ للغاية.
موسيقى تصويرية رائعة
ولكن كل الصحف، ومنها البريطانية الناقدة، أشادت بموسيقى الفيلم التي عملت عليها فرقة الروك Nine Inch Nails والتي أنشئت أصلاً في ثمانينيات القرن الماضي، ولديها طابع مميز في الروك يسمى الطابع «الصناعي» استطاعت من خلاله تقديم موسيقى تصويرية رائعة للفيلم.


































