اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
تقسيم غزة بين فرض واقع و المأمل
خولة كامل الكردي
بعد سنتين من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تم طرح الخطة الأمريكية ( مقترح ترمب) للسلام في قطاع غزة و إنهاء الحرب و تبادل الأسرى بين طرفي الصراع الكيان الإسرائيلي و حركات المقاومة الفلسطينية. و المطلع على مجريات الأحداث يلاحظ أن حكومة نتنياهو أجبرت على المضي قدماً في مقترح ترمب للسلام من قبل الإدارة الأمريكية و على وجه أخص الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، و على الرغم من الأصوات المتطرفة التي ترفع سقف اشتراطاتها للقبول بوقف نهائي للحرب، وأولها إخضاع قطاع غزة بالكامل للحكم العسكري الإسرائيلي، و القضاء على المقاومة الفلسطينية و تجريدها من سلاحها، إلا أن وقف الحرب قد تم.
و مع صمود اتفاق وقف إطلاق النار إلى حد هذه اللحظة، لا يزال الاحتلال يخرق وقف إطلاق النار محاولا جعله اتفاقا هشا باستهداف المدنيين من حين لآخر بحجج و أعذار واهية لا أساس لها من الصحة، وقد سجل ٤٧ خرقا إسرائيليا للهدنة، سيما في وقت قد تراجعت فيه قوات الجيش الإسرائيلي إلى ما يسمى بالخط الأصفر، إلا أنها تخطط لجعل غزة منطقة مقسمة لا وجود للحياة فيها، فالطرف الخاضع لسيطرتها سيتم امداده بالمساعدات و القيام بإعماره، أما المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة كما تزعم حكومة نتنياهو سيمنع عنها أي مساعدات إنسانية بشكل كامل و إعاقة أي مشاريع إعمار، إذن هي إرادة إسرائيلية تهدف إلى فرض واقع يعيش فيه الغزيين وسط ركام منازلهم، وعدم التعاطي مع أي إجراء يهدف إلى تخفيف المعاناة عن سكان غزة، بل إبقاء الوضع على ما هو عليه، قصدا لجعل الاحتياجات الإنسانية تزداد وتيرتها مع إغلاق المعابر لأجل غير مسمى و تقنين دخول المساعدات الإنسانية، مما يشكل ضغطاً إضافياً على الناس.
لكن المأمل من قبل الأطراف التي اشتركت في عملية إحلال السلام في غزة، تطمح أن يعود الإنسان الغزي إلى حياته اليومية، و تدفق المساعدات الإنسانية التي تلبي حاجاته، و مساعدته على التخلص من الدمار الذي لحق بمنزله و محله و البنى التحتية للقطاع، و التصدي لأي خطة إسرائيلية لتقسيم غزة شمالية و أخرى جنوبية، بل إرساء قواعد السلام في أرجائها، والشروع في إعمار غزة كما اقترحت جمهورية مصر العربية والبناء على مقترحها لإعمار غزة، و قطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أجندته، بجعل غزة منطقة خالية من أي معالم من معالم الحياة، و طاردة لسكانها و التمهيد لتهجيره، ومن ثم السيطرة عليه و ضمه إلى الكيان المحتل، و هذا ما ترفضه الدول العربية والإسلامية جملة وتفصيلا، بل وتعمل على إبطاله و سد الطريق على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مخططه التوسعي، و حماية قطاع غزة و الضفة الغربية من التهويد و من فرض الهيمنة الإسرائيلية عليهما مما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية و بخاصة دول الجوار لفلسطين المحتلة.
خوله كامل الكردي.












































