اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، واصفاً إياه بـ'اللحظة التاريخية' التي تجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب. وأكد أن الاتفاق لا يطوي صفحة المعاناة التي دامت عامين فحسب، بل يفتح 'باب الأمل' لشعوب المنطقة بأكملها في مستقبل يسوده العدالة والاستقرار.
وتأتي تصريحات الرئيس السيسي لتتوج أياماً وليالي من المفاوضات الشاقة التي استضافتها مصر، ولتؤكد على الدور المحوري الذي لعبته القاهرة، إلى جانب الدوحة وواشنطن، في رعاية المحادثات والضغط على جميع الأطراف للوصول إلى هذه النتيجة.
تتويج لجهود دبلوماسية شاقة
على مدى عامين، قادت مصر جهوداً دبلوماسية مضنية ومستمرة، وعقدت جولات لا حصر لها من المباحثات غير المباشرة، التي واجهت في كثير من الأحيان تحديات كبيرة وصلت إلى حد الانهيار. إلا أن الجولة الأخيرة من المحادثات التي عُقدت في شرم الشيخ، والتي وصفت بـ'المصيرية'، شهدت زخماً سياسياً ودولياً غير مسبوق، خاصة مع الدفع القوي من قبل الإدارة الأمريكية.
ويُنظر إلى بيان الرئيس السيسي اليوم على أنه إعلان رسمي بنجاح هذه الجهود الدبلوماسية، التي استطاعت في النهاية التغلب على العقبات المعقدة، والوصول إلى صيغة توافقية أنهت واحدة من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث.
من الحرب إلى الأمل: رؤية مصرية للمستقبل
لم تقتصر رؤية الرئيس السيسي في كلمته على مجرد الاحتفاء بوقف القتال، بل امتدت لتؤسس لمرحلة جديدة. فبتأكيده على أن الاتفاق 'يفتح باب الأمل'، فإنه يشير إلى الرؤية المصرية طويلة الأمد التي ترى في إنهاء الحرب خطوة أولى ضرورية، يجب أن يتبعها مسار سياسي جاد لمعالجة جذور الصراع.
وتستند هذه الرؤية إلى الموقف المصري الثابت، الذي عبر عنه الرئيس السيسي في مناسبات عديدة، بأن الاستقرار الدائم لن يتحقق إلا من خلال حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على أساس حل الدولتين، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
المرحلة التالية: التنفيذ وإعادة الإعمار
مع توقيع الاتفاق، تنتقل الجهود الآن من مسار التفاوض إلى مسار التنفيذ وإعادة الإعمار. ومن المتوقع أن تلعب مصر دوراً محورياً وأساسياً في هذه المرحلة أيضاً.
وسيشمل هذا الدور الإشراف على آليات تطبيق وقف إطلاق النار، وتسهيل عمليات تبادل المحتجزين والأسرى، والأهم من ذلك، فتح معبر رفح بشكل كامل ومستدام لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية ومواد البناء اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وتضع تصريحات الرئيس السيسي اليوم مصر في قلب مرحلة ما بعد الحرب، ليس فقط كوسيط، بل كشريك أساسي في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً في غزة والمنطقة بأكملها.