اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
في خطوة مفاجِئة هزت أوساط الكرة السعودية، تتصاعد الأنباء بقوة حول رغبة إدارة نادي الهلال في إنهاء ارتباطها بالمهاجم الصربي العملاق ألكسندر ميتروفيتش.
الصدمة الكبرى لا تكمن في فكرة رحيل هداف الفريق الأول فحسب، بل في التفاصيل التي بدأت تتسرب، والتي تشير إلى أن النادي قد يكون مستعدًا لدفع مبلغ ضخم يقدر بـ 25 مليون يورو، وهي قيمة راتب اللاعب في العام الأخير من عقده، فقط من أجل تسهيل رحيله هذا الصيف.
هذا القرار، إن تم، يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حائرة حول الأسباب، ويضع النادي أمام عواقب وخيمة قد تجعله يندم طويلًا على التفريط في أحد أهم أسلحته.
1. نزيف مالي مباشر: 25 مليون يورو في مهب الريح
الضرر الأكثر وضوحًا هو الخسارة المالية المباشرة. فبدلًا من أن يكون اللاعب أصلًا استثماريًّا يدر ربحًا عند بيعه، يتحول إلى عبء مالي يتطلب الدفع للتخلص منه.
إن إنفاق 25 مليون يورو لإنهاء عقد لاعب بهذه القيمة والجودة هو بمثابة مصيبة مالية، حيث يدفع النادي أموالًا طائلة مقابل لا شيء، وهي أموال كان من الممكن استثمارها في صفقات جديدة أو تطوير مرافق النادي.
2. خسارة استثمارية مزدوجة.. بين تكلفة الشراء وضياع فرصة البيع
يتضاعف الضرر المالي عند النظر إلى الصورة الكاملة. أولًا، دفع الهلال ما يقارب 50 مليون دولار للتعاقد مع ميتروفيتش من فولهام، وهو استثمار ضخم يتم الآن شطبه بالكامل.
ثانيًا، وهو الأهم، يفوّت النادي فرصة تحقيق ربح كبير. فمهاجم بقيمة ميتروفيتش، وبعد موسمين رائعين له يمتلك قيمة سوقية عالية، وكان من الممكن أن يجذب اهتمام أندية مقتدرة ماديًّا، مثل: ليدز يونايتد أو غيره من أندية الدوري الإنجليزي، والتي قد تكون مستعدة لدفع ما بين 30 إلى 40 مليون يورو للحصول على خدماته.
بذلك، لا يخسر الهلال قيمة الشراء فحسب، بل يخسر أيضًا ربحًا محتملًا، وهي خسارة مزدوجة.
3. فراغ فني هائل.. من ينافس رونالدو الآن؟
بعيدًا عن الأموال، الضرر الفني قد يكون هو الأشد إيلامًا. كان ميتروفيتش هو السلاح التهديفي الأول للهلال، والمهاجم الوحيد في الدوري السعودي الذي وقف ندًّا حقيقيًّا لكريستيانو رونالدو في صراع الهداف حتى الجولات الأخيرة.
بقدرته على إنهاء الهجمات بكلتا القدمين والرأس، وقوته البدنية في الالتحامات، كان 'ميترو' كابوسًا لدفاعات الخصوم. رحيله يعني فقدان عشرات الأهداف المضمونة في الموسم، ويترك فراغًا هائلًا في مركز المهاجم الصريح الذي يصعب تعويضه بالجودة ذاتها.
4. ضربة لعمق التشكيلة وجودتها
يؤثر رحيل المهاجم الصربي بشكل مباشر في عمق وجودة تشكيلة الفريق. في ظل وجود أسماء، مثل: داروين نونيز، ومالكوم، وليوناردو، كان ميتروفيتش يمثل ثقلًا مختلفًا وخيارًا لا غنى عنه.
الآن، البديل المتاح محليًّا هو عبد الله الحمدان، ومع كامل الاحترام لإمكانياته، فإن فارق الجودة بينه وبين ميتروفيتش هائل ولا يمكن إنكاره.
فريق بحجم الهلال ينافس على جميع الجبهات محليًّا وآسيويًّا يحتاج إلى دكة بدلاء بقوة الأساسيين ذاتها تقريبًا، ورحيل ميتروفيتش يضرب هذا العمق في مقتل ويجعل الفريق أكثر هشاشة أمام أي إصابات أو غيابات مستقبلية.
5. الضرر المعنوي ورسالة محبطة
أخيرًا، هناك ضرر معنوي لا يمكن إغفاله. التخلي عن نجم وهداف بهذه الطريقة يرسل رسالة محبطة للجماهير التي تعلق آمالًا كبيرة على نجوم الفريق، كما قد يثير قلق بقية النجوم العالميين في الفريق أو يؤثر في قرارات لاعبين آخرين قد يفكرون في الانضمام للدوري السعودي مستقبلًا.
الاستقرار وتقدير النجوم هو جزء أساسي من نجاح أي مشروع رياضي كبير، وهذا القرار يبدو وكأنه يسير في الاتجاه المعاكس تمامًا. فهل سيكون حقًّا قرارًا يندم عليه 'الزعيم'؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.