اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
وصية أمل من قلب غزة.. 'ولي إليكم رجاء أخير'
فلحة بريزات
__
في ليلٍ طال على أرض غزة، حيث يخيم الموت والثكل، توارى وجه فتًى خلف غيمة من الأمل، بينما تُخفض الأم الحنون 'غزة' جناحيها لمن يعيشوا بلا يأس.
كانت هناك 'وصية 'حمراء حبرها تكشف عن عورات العرب، وسكون جامعتهم المريب، بعد أن تشابهت الأخبار، وارتقت الأرواح، لعل حرارة كلماتها توقظ نخوة غافية وتستنهض مروءة ضائعة .
'أوصيكم بفلسطين، درّة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حرٍّ في هذا العالم.'
'أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.'
قبل أن يغادر جسده وجه الأرض إلى باطنها، وروحه تصعد إلى السماء، وقبل أن يتوقف نبض قلمه. وضع أمة متظاهرة بالجهل أمام حقيقة عجزها، قال كلمات تسمع الصم،'يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين'.
كانت أصابعه تستبقي الحياة ليس خوفاً من الموت الذي تآلف مع رائحته، بل أملاً بالعودة يوماً إلى أرض لم تٌنزع من قلبه ' كان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة 'المجدل' .
اليوم، وقد تلون تراب غزة بدماء أنس ورفاقه. لن تتنسم أمه رائحة الجسد المنهك. وغداٌ، ستكمل رفيقة دربه الطريق ليشتد عود( صلاح ، وشام )، ليحفظوا وصية كُتبت في زمن أفول نجم العروبة.
الليل وإن طال سيلد فجرًا ما دام هناك 'شام '. والأقمار وأن تترجلت، سيتحدث التاريخ يومًا ما عن أبن 'المجدل' .