اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد سنوات من الصمت.. حمزة نمرة يروي تفاصيل فقدان والدته لأول مرة
تحدث الفنان المصري حمزة نمرة عن تجربة إنسانية مؤثرة عاشها في طفولته، حين فقد والدته في سن مبكرة، كاشفاً أن هذا الحدث ترك بصمة عميقة في شخصيته، وأسهم في تشكيل مساره الفني والإنساني.
وقال حمزة نمرة، خلال لقاء تلفزيوني، إن الحزن جزء من طبيعته، لكنه لا يعني أنه يعيش في حالة من الكآبة، موضحاً: 'ربما الحزن جزء من طبيعتي، لكنه لا يعني أنني أنشر الحزن من حولي، بل هو نوع من التأمل في الحياة، وفاة والدتي في طفولتي أثرت فيّ وأعطتني إحساساً بالشجن منذ صغري'.
المرحلة الابتدائية
وأشار حمزة نمرة إلى أن والدته توفيت عندما كان في المرحلة الابتدائية، إثر مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، أدخلتها في غيبوبة استمرت قرابة عام كامل، قائلاً: 'كنت في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي، وأتذكر جيداً أن والدتي توقّف قلبها ثم عاد إلى العمل، لكن خلايا المخ تعرضت لتلف، فظلت في غيبوبة لمدة عام'.
وتابع: 'كان ذلك حدثاً كبيراً بالنسبة لي، خاصة أننا كنا نقيم في بلد عربي بعيد عن أهلنا، فكنّا وحدنا تماماً، وقد تركت تلك التجربة أثراً بالغاً في نفسي وإخوتي'.
وأوضح نمرة أنه شعر بخوف غريب عندما علم بحمل والدته، قائلاً: 'لسبب لا أعلمه، شعرت برعب داخلي حين علمت أن والدتي حامل، وخطر في بالي أنها قد تفارق الحياة بسبب هذا الحمل، وارتعبت من تلك الفكرة'.
وأضاف أنه بعد الولادة ووقوع المضاعفات، انتظر عودتها مع الطفل إلى المنزل، إلا أن والده وكان طبيباً جلس معه صباح اليوم التالي وأخبره بهدوء أن قلبها توقّف، وأن خلايا المخ لا تتجدد إلا بمعجزة من الله، وطلب منه الدعاء كي تتحقق تلك المعجزة.
خوف دائم
وتابع قائلاً: 'قضيت عاماً كاملاً أدعو الله كل يوم أن تتحقق المعجزة، لكنها لم تحدث، فكانت تلك التجربة سبباً في شعوري الدائم بالقلق والخوف من الأفكار السلبية، لأنها قد تتحقق بالفعل.' وأوضح أنه أدرك لاحقاً من خلال جلسات العلاج النفسي أن هذا القلق المتواصل كان نتيجة مباشرة لصدمة فقدان والدته في طفولته.
وأكد الفنان أن التجربة تركت أثراً عميقاً في أسرته المكوّنة من ثلاثة إخوة، قائلاً: 'ذلك الحدث أثّر فينا جميعاً، خصوصاً أننا كنا نعيش في الغربة دون أقارب أو دعم عائلي، فكانت التجربة صادمة وقاسية'.
واستعاد نمرة ذكرياته عن تلك المرحلة، موضحاً أن والده الراحل كان شخصية مرحة ومحبّة للحياة، وقال: 'بعد وفاة والدتي، منحنا والدي حناناً مضاعفاً، وحاول بكل طاقته أن يخفف عنا الألم، وأن يساعدنا على تجاوز تلك المرحلة الصعبة'.
جلسات نفسية
وأشار الفنان إلى أن جلساته مع الطبيب النفسي جعلته يدرك أن تلك التجربة الموجعة كانت سبباً غير مباشر في توجهه إلى الفن، قائلاً: 'أخبرني الطبيب أنه ربما لو لم تقع تلك الحادثة، لما أصبحت فناناً، لأنني بطبيعتي شخص كتوم لا يعرف كيف يعبّر بالكلام، لكن بعد ما حدث، امتلأت بمشاعر كثيرة لا أستطيع التعبير عنها، فكانت الموسيقى والغناء وسيلتي الوحيدة لإخراجها. وربما كان ذلك هو الوقود الذي جعلني أسعى لأن أكون فناناً'.
واختتم نمرة حديثه قائلاً: 'هي تدابير الله سبحانه وتعالى، فكثيراً ما نظن أن ما يصيبنا شر، لكنه في الحقيقة قد يكون الخير كله'.












































