اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
من #القصف الى #القيد
( العالم كما لا نحب أن نراه)
#حنين_عساف
بداية أوكد أن وجعي الأول هو وجع الانسان، فبحسب نظرية الهوية الاجتماعية لهنري تاجفيل يتعاطف الانسان مع من يشبهه، وهذا بما يعرف بالتحيز داخل الجموعة، وأنا هنا لست بصدد شرح هذه النظرية فالانترنت مليء بالمصادر التي تشرح هذا الموضوع بالتفصيل.
ومع ذلك نرى الانسان يرتكب أكبر الجرائم باتجاه أبناء جنسه في غزة والسودان حيث الجوع والحصار والتجويع والاعتداء على النساء والأطفال، والقتل بأبشع الطرق، كيف ممكن للانسان أن يغلق جميع منافذ النجاه هكذا على الناس في غزة والسودان وغيرها من الدول التي تعاني من الحروب.
هذا الكلام يخطر في بالي وبال العديد من الناس يوميا، الذين لا يتحملون أن يشاهدوا هذه القسوه والجرائم دون أن يأخذوا موقف ويحاولوا ولو بالكلمة ايقاف هذا الجنون وهذه الحرب. وعلى الجانب الأخر هناك أناس أخرون يتفرجون بصمت ويقولون 'أنا شو دخلني شو طالع بايدي'.
وخلال معانتي من هذا الألم النفسي وتفكيري المستمر بما يحصل بأخواننا بغزة والسودان، ولسوء حظي أو لحسنه لا أستطيع التحديد صراحة، صادفت يوم أمس فيديو يوثق واحدة من أبشع مماراسات 'الترويض' للفيلة بما يعرف باسم 'فاجان' ولأنني أؤمن أن الروح واحدة وأنه لا يحق للانسان أن يعتدي على أبناء جنسه أو مخلوقات اخرى على الأرض، اعتصرني الألم لأن ما رأيته يفوق قدرة العقل على الاحتمال، حيث يتم اختطاف صغار الفيلة من امهاتهم وربطهم وتجويعهم، وضربهم حتى ينزفوا، وحرمانهم من النوم والحركة حتى يخرج هذا الكائن صرخة معروفة لدى مروضين الفيلة أنه هكذا استسلم أخيرا وسيمتثل لكل أوامرهم، وكل هذا يحصل فقط لاستخدام هذا الكائن في السيرك والترفيه عن الناس، الذين لو عرفوا ما يحصل خلف الكواليس لما كان هذا الأمر مسلي بالنسبة لهم، ربما عرفتم الان لماذا قلت لسوء حظي أني رأيت هذا الفيديو.
اما لماذا قلت لربما لحسن حظي فهذا بسبب أن معرفتي بهذا الأمر ستمنعني أبدا من الذهاب لسيرك يستخدم الحيوانات، هذا بالاضافة بمعرفتي بالمخاطر التي يتحملها العاملين بالسيرك فلطالما سمعنا عن اسود ونمور هجموا على مروضيهم، فلماذا نعرض الأنسان وروح الحيوان على حد سواء لكل هذا العنف والخطر فقط لمجرد التسلية، وقررت أن أكتب هذا المقال من باب التوعية.
لكن للحقيقة كتابة هذا المقال كانت صعبة جدا علي فالانسان وخاصة في الدول التي تعاني من الحروب والمجاعات يتعرض لأقسى أنواع الظلم والوحشية.
على الجانب الأخر جاءني تساؤل أخر، وهو كيف لنا كبشر أن ننقسم هذا الانقسام الغريب بين قادر على تعذيب وسحق أي روح لتحقيق مصلحته، وبين من لا يقدر على تحمل هذه القسوة ويحاول تغيير ما يحصل بكل ما أوتي من قوة، وبين لامبالي يشاهد ويصمت!!!