اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الوقائع الإخباري: يشهد قلب مدينة إربد في هذه الأيام نشاطًا ملحوظًا في السوق الموسمي لبيع ثمار الزيتون، حيث تعبق الأجواء برائحة الزيتون الزكية، مجسدةً صورة العطاء والخير التي تميز موسم القطاف، لما يحمله من قيمة اقتصادية ورمزية تراثية لأهالي المدينة.
ويُقام السوق في ساحة مجمع سفريات الأغوار القديم، ليتحول إلى ملتقى شعبي يعكس مكانة الزيتون في وجدان الأردنيين، ليس كمصدر رزق فحسب، بل كعادة متوارثة تجمع أفراد الأسرة حول شجر الزيتون وأواني التخليل في البيوت.
تتزين بسطات السوق بأنواع الزيتون المختلفة المعدة للتخليل، والمعروفة شعبيًا باسم 'الرصيع'، ومنها الزيتون البعلي والمروي، والأخضر والأسود بمختلف أحجامه من الصغيرة حتى الكبيرة، وتتفاوت الأسعار حسب الجودة والنوع.
ويُقبل المواطنون على شراء الأصناف التقليدية مثل البلدي، والنبالي، والرومي، والقرصدي، وأبو شوكة، والبلحي، والكلمنتا، لتأمين 'مونة' الزيتون السنوية التي تُعد من أهم طقوس التراث الأردني.
ويمثل هذا السوق مصدر دخل للكثير من الشباب وكبار السن، ممن اعتادوا بيع الزيتون وتسويقه مباشرة للمستهلك، بما يحقق لهم مردودًا ماليًا جيدًا كل عام.
يقول نضال بني هاني، وهو رجل في الستين من عمره يمارس هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، إنه يبيع الزيتون الذي يقطفه من مزرعته أو يشتريه من مزارعين آخرين، مؤكدًا أن الموسم يؤمن له ولأسرته دخلًا يساعدهم في معيشتهم.
أما الشاب حسن محاميد، فيعتبر عمله في تجارة الزيتون إرثًا عائليًا توارثه عن أجداده، مشيرًا إلى أن الموسم يوفر فرص عمل واسعة للشباب، ويساعد أصحاب البساتين في تسويق منتجاتهم مباشرة دون وسطاء.
ويُعد ارتياد السوق طقسًا اجتماعيًا متجذرًا في الذاكرة الشعبية، إذ تقول أم محمد، وهي سيدة ستينية، إنها تحرص كل عام على شراء كميات من الزيتون الأخضر والأسود لتأمين مونة بيتها وبيوت أبنائها، وتشارك النساء نصائحهن في السوق حول أفضل طرق التخليل.
كما يصف أبو علي، أحد مرتادي السوق، أجواءه بأنها تعبق بالتراث، حيث يجتمع أفراد العائلة بعد الشراء لتكسير حبات الزيتون بالحجر قبل تخليلها، مؤكدًا أن السوق أصبح يوفر آلات حديثة تسهّل هذه العملية وتختصر الجهد.
من جانبه، أوضح مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي، أن موسم الزيتون يعد ركيزة أساسية للاقتصاد الريفي في المحافظة، إذ يوفر آلاف فرص العمل في مجالات القطاف والنقل والمعاصر والبيع، مبينًا أن في إربد نحو 5.6 مليون شجرة زيتون تنتشر على مساحة تتجاوز 220 ألف دونم، أي ما يعادل 20 بالمئة من إجمالي مساحة الزيتون في الأردن.
وأكد أبو عرابي أن الزيتون في الأردن ليس مجرد محصول زراعي، بل هو موروث وطني يجسد الارتباط الوثيق بين الإنسان والأرض، ويعبّر عن أصالة الريف الأردني وعمق انتمائه.












































