اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
تعامل موظفي جمرك العمري مع مواطني دول الخليج صورة سلبية تهدد السياحة والاقتصاد الأردني
خالد المحارب
يُعد معبر العمري البري بين الأردن والمملكة العربية السعودية شرياناً حيوياً لحركة المسافرين من دول الخليج العربي خاصة في فترات العطل والمواسم السياحية ،غير أن شكاوى متكررة من مواطنين خليجيين حول تعامل بعض موظفي الجمارك في المعبر بدأت تُلقي بظلال سلبية على سمعة الأردن السياحية وعلى مكانته كوجهة عربية ترحب بالجميع .
فكل يوم نسمع العديد من الملاحظات من زوار خليجيين ومغتربين اردنيين يعبّرون فيها عن شعورهم بالتعامل بفوقية من قبل بعض موظفي جمرك العمري وهذه الممارسات تتراوح من الاستفزاز ونبرة الحديث المتعالية، إلى التشكيك غير المبرر في أوراق المسافرين أو أمتعتهم.
هذه التجاوزات الفردية حتى لو كانت من قلة تترك انطباعاً عاماً بأن الزائر الخليجي غير مرحب به، رغم أن هذه الفئة تشكل شريحة أساسية من السياحة الوافدة للأردن وخصوصاً في المناطق السياحية كعجلون، جرش، البحر الميت.
لهذا سيكون هناك نتائج سلبية محتملة لتراجع السياحة الخليجية ، فالزائر الخليجي غالباً ما يختار الأردن لعوامل عديدة منها القرب الجغرافي والطبيعة والمناخ المعتدل والتقاليد المشتركة او العلاج لما تتمع فيه الأردن من سمعة طيبة في المجال الطبي ولكن إن اقترنت هذه الزيارة بتجربة سيئة على الحدود فإن الانطباع يتغير وتتقلص الرغبة بالعودة.
كما ان هناك ضرر مباشر على الاقتصاد فالسياح الخليجيون يعتبرون من الأعلى إنفاقاً مقارنة بغيرهم وكل تراجع في قدومهم يعني خسائر مباشرة للفنادق والمطاعم وشركات النقل والأسواق كما يتضرر المغترب الأردني الذي ينتظر زيارة أهله أو أصدقاءه من الخليج كل صيف.
ولا ننسى الإضرار بصورة الأردن دولياً حيث وسائل التواصل الاجتماعي باتت ساحة كبرى لنقل التجارب سواء الجيدة أو السيئة ومجرد انتشار مقطع أو منشور عن سوء معاملة في جمرك العمري كفيل بإثارة ردود فعل واسعة ونقل صورة سلبية يصعب إصلاحها بسهولة فكثير من زوار الأردن عن طريق هذا المنفذ يقولون ان تعامل بعض موظفي الجمرك الأردني وكأنه يوصل لك رسالة واضحة بأنك ليس ضيفاً بل عبء على البلد المضيف فدائماًً يسألون أسئلة كثيرة لكي يعطلونك ويحققون بنبرة فيها استهزاء أو فوقية ويضيف كثير من الزوار بقولهم :' أن الأردن بلد جميل لكن المعبر يخرب كل المتعة من البداية' .
هذه شهادات حقيقية نُشرت في مجموعات خليجية على منصات مثل تويتر وسناب شات تعكس انطباعات مؤلمة من تجربة يفترض أن تكون بوابة للضيافة لا للإهانة.
ومن هذا المنطلق ومن غيرتنا على بلدنا نضع بعض الحلول المقترحة بالنقاط التالية :
1.تدريب الموظفين على التعامل الاحترافي فموظفي الجمارك يجب أن يكونوا واجهة ترحيبية تمثل الأردن لا عقبة في وجهه و تدريبهم على مهارات الاتصال والتعامل مع السائح أمر ضروري.
2.إيجاد خط شكاوى فوري وفاعل، بحيث يتم تفعيل آلية رسمية لتلقي شكاوى المسافرين الخليجيين والمغتربين والرد عليها بسرعة حتى يشعر الزائر أن صوته مسموع.
3.نظام رقابة ومساءلة على سلوك الموظفين من خلال رصد التجاوزات الفردية واتخاذ إجراءات بحق من يسيء التعامل بدلًا من ترك الانطباع بأن هذا السلوك مقبول أو مغطّى عليه.
4.فصل مسارات الشحن عن المسافرين لتقليل الازدحام والضغط مما قد يُسهم في تقليل التوتر والاحتكاك بين الموظفين والمواطنين.
أن الأردن بلد الكرم والتاريخ وهو لا يستحق أن يُختزل في معبر حدودي يشوّه صورة الضيافة الأردنية وعلى الجهات المختصة أن تدرك أن حسن الاستقبال على الحدود لا يقل أهمية عن المعالم السياحية وأن احترام الزائر هو أول خطوات الاستثمار في اقتصاد السياحة وأن التعامل باحتراف بحُسن خُلق وبمسؤولية وطنية لا يصب فقط في راحة الزائر بل في مصلحة الوطن ككل .