اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحقيق يكشف حقائق صادمة عن المدرسة الدينية اليهودية التي تغذي عقول جنود الاحتلال الإسرائيلي
بثت القناة الرابعة البريطانية تحقيقا من داخل أكاديمية بناي دافيد، التي أنشئت قبل 25 عاما في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، كمدرسة دينية يهودية يتلقى فيها الشبان اليهود المتحمسون دروسا دينية قبل التحاقهم بجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد حلل التحقيق مئات الساعات من الدروس الدينية اليهودية التي يقدمها في الأكاديمية حاخامات يهود وتحشو العقول وتغذي التطرف بين عناصر جيش الاحتلال المتدربين قبل إرسالهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكشف التحقيق أن العديد من قيادات جيش الاحتلال تخرجوا من هذه الأكاديمية.
ويبدأ الوثائقي، الذي أعده سكوندر كرماني، بمشهد للضابط الإسرائيلي ييل رائيل في غزة وهو يقول: 'عدنا إلى غزة، وسنحصل على المزيد قريبا، وسنصل قريبا إلى دمشق وبيروت”، ليشير الوثائقي إلى أنه 'في قلب الجيش الإسرائيلي يتمركز متشددون يتبعون أيديولوجية متطرفة”. ورائيل تخرج من هذه الأكاديمية وهو مسؤول شؤون الخريجين فيها.
وينقل التحقيق عن المحامي الإسرائيلي نيهوريا أن 'هؤلاء يؤمنون بأن لديهم مهمة إلهية لتخليص العالم واحتلال جميع الأراضي الموعودة”، بما فيها الضفة الغربية وغزة وأجزاء من لبنان وسوريا، 'وتحويل هذه المدن إلى مدن إسرائيلية”، استنادا إلى التوراة. وأكد أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعتمد على هؤلاء للبقاء في الحكم، وقد زار نتنياهو نفسه المدرسة.
ولتأكيد ذلك يظهر حاخام مباشرة وهو يلقي درسا أمام مجموعة من الجنود في غزة ويتحدث إليهم بقصص دينية؛ من قبيل الحرب بين 'النبي جوشوا” والعماليق. ويقول: 'لن ننسى للحظة أو نسامح العماليق على ما فعلوه بنا في 7 أكتوبر. أيها الجنود، الليلة سنقتحم غزة. غزة هي عضو حيوي من جسد دولة إسرائيل وتم سلخها عنها”.
ووثق التحقيق كيف أن الأكاديمية مسؤولة بشكل خاص عن انتشار الأيديولوجيا الدينية المتطرفة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والتقى معد التحقيق كرماني بمسؤولي المدرسة، التي تحولت إلى 'مؤسسة وطنية في إسرائيل”، إضافة إلى عدد من طلابها. ووثق أن هناك نحو أربعة آلاف من طلابها خدموا في صفوف جيش الاحتلال في غزة، كما سبق أن درس في هذه المدرسة عدد من كبار قادة الجيش، بينهم السكرتير العسكري لنتنياهو، والقائد العسكري في الضفة الغربية. كما التحق عدد من طلاب المدرس بالدوائر الحكومية والإعلام.
وقد حلل التحقيق مئات الساعات من الدروس التي يتلقاها الطلاب، وهي منشورة عبر الإنترنت، وتحتوي خصوصا على قصص دينية يهودية. وفي أحد الدروس يتحدث المدرّس عن قتل الجميع بمن فيهم 'الرجال والنساء والأطفال والرضّع” في الحرب. ويظهر من خلال هذه الدروس المسجلة حجم الخطاب العنصري تجاه الفلسطينيين والعرب.
وأكد التحقيق على أنه رغم أن الأكاديمية واجهت انتقادات من داخل إسرائيل، إلا أنها تحظى بتمويل حكومي، وتمثل نموذجا بالنسبة لعدد من المؤسسات الأخرى. وسبق أن حصل أحد مؤسسيها، وهو الحاخام إيلي سيدان على أهم جائزة في إسرائيل، من قِبل نتنياهو عام 2016.
وفي وقت سابق من هذا العام حمّل سيدان جميع سكان غزة مسؤولية هجوم 7 أكتوبر، وقال: 'هذه الحرب يجب أن تنتهي بالنصر الكامل. كلهم مسؤولون عما حدث، وكل ما حدث قبل ذلك. لن يبقى غزيون في غزة”.
من جهته روج الحاخام ليفينسفين، وهو مؤسس مشارك آخر في الأكاديمية، لفكرة إجبار الغزيين على الهجرة إلى خارج قطاع غزة وتوزيعهم على الدول العربية.
وينقل التحقيق عن لويس الذي خدم سابقا في جيش الاحتلال في الضفة الغربية إلى جانب عسكريين تلقوا دروسا في الأكاديمية، أنه صُدم من الأفكار المتطرفة التي يحملها هؤلاء، مشيرا إلى أنهم يكررون 'التبريرات التقليدية بأن هذه الأرض لنا، وأن الفلسطينيين ليسوا موجودين، وأنهم مهاجرون عرب ولا علاقة لهم بهذه الأرض”.
وأضاف: 'يمكنني أرى هذه العملية من منح الشرعية والتطبيع مع مثل هذا الخطاب”، مشيرا إلى أن ما تلقنه الأكاديمية للجنود قبل التحاقهم بالخدمة يؤثر بالتأكيد على عقول الشبان الذين أصبحوا الآن يحملون السلاح.
وردا على هذا الخطاب المروج بأنه ليس هناك أحد بريء من الفلسطينيين وأن الأرض لليهود، وأنها حرب ضد العماليق.. وألا يشجع هذا الجنود على أن يروا كل الفلسطينيين كأعداء ويدفعهم لارتكاب جرائم حرب؟ ادعى المدير التنفيذي للأكاديمية ليئور شتول، بأن 'هذا كان في وقت آخر ولا يعني اليوم، وعليك أن تلاحظ الفرق بين العالم الروحي والعالم المادي”، وأن الحرب في غزة تستهدف المقاتلين فقط”.
وفي تحقيق في نحو 16 دقيقة قدم تحقيق 'القناة البريطانية الرابعة” وثيقة إدانة مهمة وشجاعة، لإيدولوجية التطرف الديني والإبادة المنتشرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي خاصة، وفي الدولة العبرية عموما.












































