اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
الى ادارة الاذاعة والتلفزيون الاردني: احترموا عقولنا ،الاصلاح لا يعني احالات موظفين الى التقاعد المبكر !!
كتب احمد الحراسيس - إذن، فقد تمخّض اجتماع مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، الأربعاء، والذي كان مخصصا لبحث تداعيات إحالة عدد من الزميلات والزملاء العاملين في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إلى التقاعد المبكر، عن قرار بإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لإيجاد حلول لهذه القضية بالتعاون مع الجهات المعنية.
جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه أعضاء الهيئة العامة بانتظار قرارات حازمة من مجلس النقابة، ليس لرفع الظلم الذي وقع على الزميلات والزملاء في هذا الملفّ فحسب، بل وفي كلّ الملفّات، وبما يضمن حماية جميع العاملين في هذه المؤسسة الوطنية ..
في السنوات الأخيرة، أصبح حال التلفزيون الأردني مثيرا للحنق ، فقد صار العقل الباطن لأي متابع ينصرف إلى وجود 'اشكالية' بمجرّد ذكر اسم التلفزيون الأردني، ولعلّ هذا مرتبط بقرارات الإدارات المتعاقبة التي فشلت بالمحافظة على إرث هذه المؤسسة الوطنية، عدا عن فشلها في إحداث أي نقلة نوعية على مستوى المظهر أو المضمون..
المشكلة أن إدارة التلفزيون الأردني، وفي كلّ مرة تتخذ فيها قرارا جدليا، كانت تخرج للرأي العام لتقول إن هدفها من هذا القرار أو ذاك هو الإصلاح، وهي تدرك في قرارة نفسها أن هذه الحجة مقنعة للناس وتوفّر لها مظلّة آمنة تمكّنها من عبور الأزمة، فهي تعرف أن حال 'التلفزيون' لا يسرّ عدوّا ولا صديقا، وأن الشعب الأردني يتوق لاستعادة بريق شاشتنا الوطنية .
أما ما لا يمكننا فهمه، فهي سلسلة القرارات التي جرى اتخاذها مؤخرا وتضمّنت إحالة عدد من الزملاء العاملين في التلفزيون الأردني إلى التقاعد المبكر، بالرغم من حاجة المؤسسة لهذه الوظائف، خاصة في ظلّ ما نتابعه من استمرار تعيين موظفين جدد في المؤسسة خلفا للمحالين إلى التقاعد، إذ من غير المعقول أن مؤسسة تسعى للتقدّم والتطوّر تستغني عن خبراتها بهذه الكيفية!
الواقع الذي بات الأردنيون يلمسونه منذ عامين، أن هناك حالة انفلات في قوائم الإحالات إلى التقاعد المبكّر في مختلف المؤسسات الحكومية، وكأنها صارت متطلبا أساسيا للمشاركة في 'حفلة' تطوير القطاع العام المفترضة والمتخيلة ،و لكن الحقيقة التي نعرفها جميعا، أن تطوير أداء التلفزيون لا يحتاج إلا لقرار سياسي يتيح المجال أمام هذه المؤسسة للعمل بسقف حريّة أعلى يستعيد فيه ثقة الناس، إلى جانب ضبط التعيينات الجديدة والتعاقدات الخارجية التي صار الجميع يعرف كيف جرت ولماذا جرت..
في الحقيقة لا نعرف لماذا يختزل المسؤولين في بلادنا مفهوم الاصلاح بعملية الاحالات الى التقاعد ؟!!! وكأن الاصلاح يتحقق بكل معانيه وخطواته واشتراطاته عبر هذه الخطوة فقط !!!
هذا الاستسهال الذي تتم فيه عمليات الاحالة الى التقاعد المبكر من قبل ادارة التلفزيون ومجلس ادارتها وصفه متقاعدون بانه انتقامي وانتقائي وتصفوي ، فليس معقولا ان يحال احد المخرجين المخضرمين الى التقاعد قبل شهرين فقط من استكماله لمدة الثلاثين عاما في الخدمة العامة وحصوله على درجة يستحقها وامتيازات افنى سنوات عمره لبلوغها ، ومخرج اخر -وهو فنان كبير- احيل للتقاعد المبكر ، وتفصله شهور سبعة عن الترفيع !!! فاذا كانت قرارات الاحالة الى التقاعد المبكر لا مفر منها بذريعة الحاجة لضخ دماء جديدة او التخلص من الحمولة الزائدة - وهذه مغالطة كبيرة - ، فعلى الاقل ان تتم هذه العملية على نحو يراعي العدالة ، والحقوق ، وكرامة ومكانة الزملاء في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ..
المصادر تؤكد ان هناك موجات جديدة من التقاعدات المبكرة في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون تنتظر تمريرها تباعا ، وهذا يعني تصعيدا وامعانا في الايذاء والتظليل ، فمشكلة التلفزيون لا يمكن اختزالها بوجود اعداد كبيرة من الموظفين ، فتبدأ عملية الاصلاح القابلة للقياس اولا ، وبعدها نتحدث عن اجراءات ادارية ضرورية للمضي في هذه المسيرة ...












































