أبو زيد: البرغوثي في تصريحات ترامب له دوافعه والحذر من ضمّ الضفة بـ"القطعة"

أبو زيد: البرغوثي في تصريحات ترامب له دوافعه والحذر من ضمّ الضفة بـ'القطعة'

خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إنّ تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول احتمال إطلاق سراح القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي تزامنت بشكل لافت مع اجتماع الفصائل الفلسطينية مع قيادة حركة فتح في القاهرة، مشيرًا إلى أنّ هذا التزامن يثير الشكوك حول جدية التصريحات.

وأوضح أبو زيد أنّ الحديث عن البرغوثي في هذا التوقيت لا يُعبّر عن توجه حقيقي لدى إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل يأتي في إطار محاولة أمريكية للضغط على قيادة حركة فتح من أجل دفعها نحو تقديم تنازلات سياسية تفضي إلى توافق فلسطيني – فلسطيني حول ملف إدارة قطاع غزة.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة تدرك حساسية ملف البرغوثي بالنسبة لحكومة نتنياهو، وأنّ أي تحرك جدي في هذا الاتجاه قد يفجر خلافًا داخليًا داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، لذلك فإنّ ما يُطرح إعلاميًا لا يعدو كونه مناورة سياسية محسوبة تهدف إلى اختبار ردود الفعل الفلسطينية والعربية.

وفي سياق متصل، تطرّق أبو زيد إلى قرار الكنيست الإسرائيلي بشأن ضمّ الضفة الغربية، مؤكّدًا أنّه ليس القرار الوحيد في هذا الاتجاه، إذ سبق أن تم طرح قرار آخر من قبل الوزير السابق نفتالي بينيت بخصوص ضمّ مستعمرة معاليه أدوميم، وقد حاز على أغلبية في الكنيست.

وبيّن أنّ هذا القرار لم يلقَ رواجًا إعلاميًا واسعًا، وتمّ التعتيم عليه إعلاميًا، خاصة بعد الرفض الأمريكي المعلن لقرار ضمّ الضفة الغربية، وهو ما جعل القرار الأول يغطي على الثاني. ومع غياب أي ردّة فعل أمريكية حقيقية تجاه ضمّ معاليه أدوميم، يرى أبو زيد أنّ إسرائيل تمارس تحايلاً سياسيًا وإعلاميًا، وأنّ نتنياهو انتقل فعليًا إلى سياسة 'الضمّ بالقطعة” بدلاً من إعلان ضمّ شامل للضفة الغربية دفعة واحدة، لتقليل ردود الفعل الدولية وامتصاص الرفض الأمريكي والعربي.

وفي الشق الميداني، كشف أبو زيد عن مؤشرات تشير إلى قيام الجانب الأمريكي بتسيير طائرات مسيّرة في أجواء غزة، ضمن مهام مركز التنسيق الدولي (CIMIC) الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي.

وأكد أنّ هذه الطائرات لا يمكن أن تعمل دون تنسيق مسبق مع الجانب الإسرائيلي فيما يخص المسارات الجوية، الأمر الذي يثير مخاوف من أن يتحوّل الدور الأمريكي في غزة من دور إنساني معلن إلى دور استخباري غير معلن، خاصة في ظل الوجود الميداني المتزايد للولايات المتحدة في المنطقة واهتمامها المفرط بتفاصيل التحركات الأمنية في القطاع.