اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٢ أب ٢٠٢٥
الوقائع الإخبارية : - اعتبر سياسيون، أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يُعد دعمًا حقيقيًا لأصحاب الأرض، وانتصارًا للإنسانية وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستقلال ارضه المغتصبة منذ عقود خلت، وصحوة للضمير الإنساني العالمي .
وقالوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن عشرات الدول قامت مؤخرًا بإعلان اعترافها بدولة فلسطين في خطوات تؤكد شرعيتها في اقامة دولتها المستقلة وإنهاء معاناة شعبها مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف شلالات الدماء في احد اكثر المشاهد انتهاكًا لحقوق الإنسان شهدها العالم في عصره الحديث.
وقال المفوّض العام لحقوق الإنسان، جمال الشمايلة، إن ما حدث ويحدث في فلسطين يشكل انتهاكًا واضحًا لكافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بالمعنى الحقيقي والمُعلن وعلى مرأى من العالم وهذا يؤكد الحاجة الملحة للتعاون الدولي لتطبيق غايات الحقوق الإنسانية التي وجدت لحماية البشر من الظلم والعدوان الانتهاكات التي اجتمعت على أرض فلسطين الطاهرة.
وأكد، أن المجتمع الدولي مطالب اليوم ليس فقط بالاعتراف بفلسطين كدولة وأنما الضغط نحو اتجاه استقلاليتها، مشيرًا إلى أن تصاعد الرأي العام العالمي لا سيما من قبل الشعوب ذات الضمائر الحية والإنسانية، ساهم في تزايد أعداد الدول التي اعلنت اعترافها بفلسطين كدولة تستحق السيادة والاستقلالية ولها الحق في تكوين دولتها وفقًا لهويتها وثقافتها ومصيرها.
وأوضح المفوض الشمايلة، أن خطوات الاعتراف بدولة فلسطين ورغم عدم الترحاب الإسرائيلي بها، الا أن المشهد لا يمكن أن يقرأ بعيدًا عن التضامن الحقيقي والوقوف مع الإنسان الفلسطيني والاعتراف بحقه واستعاده أرضه والعيش بسلام وأمان بعيدًا عن تلك المعاناة التي رافقته على مدى عشرات السنوات، سادها القتل والتهجير والتجويع.
وأشار إلى أن فلسطين تستوفي جميع عناصر الدولة وفقًا للمعايير الدولية والقانون الدولي، وأن للشعب الفلسطيني حقوق ما زالت لم تتحقق في تقرير المصير، وذلك ما يعزز شرعية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا أن التعهد بالاعتراف بدولة فلسطين أخذ يتزايد، حيث تعهدت غالبية دول العالم بهذا الاعتراف الذي يعزز شرعيتها ويمنحها ثقلاً جيوسياسيًا.
وأكد الشمالية على أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كانت الأكثر تأثيرًا في إبراز القضية الفلسطينية أمام الرأي العام العالمي، واظهار الحقائق بصورتها الواقعية، وأن للشعب الفلسطيني كامل الحق في تكوين دولته المستقلة، حيث يعتبر الأردن فلسطين قضيته المحورية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، وأن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار دون حل هذا الصراع واستعادة الحق للشعب الفلسطيني.
واشارات استاذة العلوم السياسية الدكتورة رشا مبيضين، أن الساحة الدولية شهدت تحولات متسارعة في مواقف العديد من الدول تجاه القضية الفلسطينية، مع تصاعد الزخم السياسي نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وأن هذا الاعتراف لا يقتصر على كونه خطوة رمزية، بل يمتلك دلالات عميقة وجوانب شرعية تترك أثرًا مهمًا على المسرح الدولي والعلاقات الإقليمية والدولية.
وبينت، أن هذه التوجه غير المسبوق نحو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتكوين دولتهم المستقلة يضفي نفوذًا دوليًا على المساعي الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، وأن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، تجسدت في اعتراف العديد من الأوروبية بدولة فلسطين، مؤكدة أن هذا التحول، يحمل دلالات سياسية وقانونية وأخلاقية عميقة، تعكس تحوّلًا تدريجيًا في السياسات الدولية تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وأكدت، أن هذا الاعتراف يعد مؤشرًا على تحوّل المزاج السياسي العالمي، بعيدًا عن الانحياز التقليدي لإسرائيل، وانه خطوة تمثل عدم رضا هذه الدول عن تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتبعث برسائل قوية مفادها، أن المجتمع الدولي لم يعد يكتفي بإدانة السياسات الإسرائيلية، بل بدأ بالتحرك بخطوات فعلية لدعم حل الدولتين، مشيرة إلى أن الاعتراف يُعد ايضًا شكلًا من أشكال الضغط الدبلوماسي على إسرائيل، في ظل استمرار الاستيطان والانتهاكات ضد الفلسطينيين، ويهدف إلى كسر الجمود السياسي والدفع نحو مفاوضات جادة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضخت، أن الاعتراف بدولة فلسطين يتسم أيضًا بدلالة أخلاقية عميقة، كونه يعكس التزامًا من قبل الدول بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة الدولية، ويُعيد التوازن الأخلاقي للمواقف الغربية التي كثيرًا ما كانت تُتهم بالكيل بمكيالين في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وقال استاذ العلوم السياسية الدكتور بدر الماضي، إن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تحمل السلوك اليميني المتطرف للحكومة الإسرائيلة، والذي يحمل فكرًا يمينيًا اقصائيًا لا ينسجم في ممارساته مع متطلبات القيم الغربية والأميركية التي بدأت تتآكل امام ضغوط الشعوب في تلك الدول.
وزاد الماضي، أن العدوان على غزة جاء ليكشف الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية التي مارست عقلية القلعة في التعامل مع كل المبادرات الساعية إلى السلام وحل الدولتين، ورفض الخطابات الدولية التي تنادي بحتمية انهاء الصراع، الأمر الذي جعل هذه الدول تفكر بصوت مرتفع، استجابة لمتطلبات الشارع لديها، والذي لم يعد يتحمل الضغط الإسرائيلي العالمي على الدول، في سبيل اخفاء الحقائق.
وأكد، أن العالم بدأ يفكر بجدية نحو ضرورة النظر إلى هذا الصراع المزمن بطريقة مختلفة، يمكن أن تحفظ حق الشعب الفلسطيني أو على الاقل الاعتراف به، وهذا يعني أن اسرائيل ستواجه صعوبات في اعادة انتاج روايتها مرة أخرى في هذه الدول لأن مجتماعاتها قد اعياها تبني الرواية الاسرائيلية.
وأكد الماضي، أن الأردن مارس اعلى درجات الحرفية في الضغط على اسرائيل، وإقناع المجتمعات الدولية بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال خبراته الدبلوماسية التراكمية التي يقودها جلالة الملك، مشيرًا إلى أهمية التنسيق العربي المشترك وممارسة المزيد من الضغوطات على المستوى الدولي في من خلال كافة القنوات السياسية والقانونية والإنسانية، نحو تحقيق الغاية والهدف من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.